للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والخنفساء لها من حشها سكن ... وليس لي مثلها إلف ولا سكن

وقال آخر:

إذا نحن جئنا للسلام ورفعت ... ستورك، فانظر ما به أنا خارج

فسيان بيت العنكبوت وجوسق ... على الشط ما لم تقض فيه الحوائج

وقال أبو القاسم أسعد بن إبراهيم، وتروى لابن الشقاق:

رأيت ليوسف في بيته ... فخربه الله بين البيوت

حصير صلاة علاه الغبا ... ر، وقد نسجت فوقه العنكبوت

فقلت له: كم لهذا الحص ... ير، وكم لك لم تقر فيه القنوت؟

فقال: هنالك ألفيته ... وثم يدوم إلى أن أموت

وقال آخر:

لما رأيت الزمان نكساً ... وليس في أهله انتفاع

لزمت بيتي وصنت نفساً ... لها عن الذلة امتناع

أشرب مما اقتنيت راحاً ... لها على راحتي شعاع

لي من قواريرها ندامى ... ومن قواقيزها سماع

وأجتني من ثمار قوم ... قد أوحشت منهم الرباع

قال الأحنف بن قيس: جزية المسلم كرى بيته، وذلك رقبته، وعذاب الرجل سوء خلق امرأته.

وقال آخر:

وبيت خلا من كل خير علمته ... وضاق علينا وهو رحب المساكن

كأنا مع الجدران في جنباته ... دمى، في انقطاع الرزق لا في المحاسن

وقال ابن المرعزي النصراني:

نزلت في آل مكحول، وضيفهم ... كنازل بين سمع الأرض والبصر

لا تستضيء بضوء في بيوتهم ... إن لم يكن لك تطفيل على القمر

وقال آخر:

يريد إهال النحض، والنحض معوز ... وليس لنا ناب يكب ولا بكر

ولا ضأن يغنينا، ولا ماعز لنا ... ويقبح أن يشكى إلى جارنا الفقر

ونحن أناس منفضون بمعزل ... عن الخير، لا بر لدينا، ولا تمر

ولو كان في الأرض العريضة نابت ... رعينا، ولكن لا نبات ولا قطر

فدنونك هذا البيت فاستتري به ... وأستر منه

إن رضيت به

القبر

روى أن رجلاً تعاهد هو وامرأته: أيهما مات لا يتزوج الآخر بعده، فمات الرجل، فلما أوفت الامرأة العدة، خطبت، فامتنعت، فما زلن بها النساء يسهلن عليها الأمر، ويشرن عليها بالزوج، حتى أجابت، وحمل إليها الصداق، فرأت قبل دخلوها بليلة كأن زوجها قد وقف ببابها، ومد يديه فأخذ عضادتي الباب، وقال:

حييت ساكن هذا البيت كلهم ... إلا الرباب، فإني لا أحييها

استبدلت بدلاً مني، فقد علمت ... أن القبور توارى من ثوى فيها

فاستيقظت مرعوبة، وقد حفظت الأبيات، فردت ما قدم لها، وقالت: والله لا ضمني وبعلاً بيت أبداً.

وقال مهيار:

نعم سقى الله بيوتاً بالحمى ... مسدلة على الدمى أستارها

وأوجها يشف من أثوابها ... عنصرها الكريم [أ] ونجارها

وقال الفرزدق:

عزفت بأعشاش وما كدت تعزف ... وأنكرت من حدراء ما كنت تعرف

ولج بك الهجران حتى كأنما ... ترى الموت في البيت الذي كنت تيلف

وقال جميل بن معمر العذري:

ثلاثة أبيات: فبيت أحبه ... وبيتان ليسا من هواي ولا شكلي

ألا أيها البيت الذي حيل دونه ... بنا أنت من بيت، وأهلك من أهل

بنا أنت من بيت دخولك لذة ... وظلك لو يسطاع بالبارد السهل

وقال آخر:

ألا هل إلى الأبيات بالحبل ذي الغضى ... ذراهن أو أظلالهن سبيل

بنفسي من قد حيل دون لقائه ... ومن حبه حب على ثقيل

وقال إبراهيم بن خفاجة - في الحمام -:

أهلاً ببيت النار من منزل ... شيد لأبرار وفجار

نقصده ملتمسي لذة ... فندخل الجنة في النار

نزل حماد عجرد على محمد بن طلحة، فأبطأ عليه بالطعام، واشتد جوع حماد، فقال:

زرنا امرأ في بيته مرة ... له حياء وله خير

يكره أن يتخم أضيافه ... إن أذى التخمة محذور

ويشتهي أن يؤجروا عنده ... بالصوم، والصائم مأجور

فقال هل محمد: عليك لعنة الله، ما حملك على هذا؟ قال: الجوع وحياتك، وإن زدت في الإبطاء زدت في القول، فبادر بإحضار المائدة.

وقال صخر بن الجعد:

مررت على أبيات كاس فأسبلت ... مدامع عيني، والرياح تميلها

وفي دارهم قوم سواهم فأسبلت ... دموع من الأجفان باق مثيلها

<<  <   >  >>