وكان ينبغي لأبي الحسن أن يورد الرواية الصحيحة في هذا الحديث فإذا لم يفعل وكان يلزمه أن يبين الصواب
قلت أنا ولست أدري من أين قال وهم أبو الحسن وقد روى حديثاً عن رجال كما رواه لم يزد عليه ولم ينقص
ولست أدري من أين يلزمه أن يبين الصحيح وليس هو في أمر يتعلق بالمؤلف والمختلف وليس في كلام له
وليس الوهم في الرواي عن الذي ذكره في الترجمة فيحتاج أن يبين أمره لئلا يلبس حاله ولا فيمن روى المسمى في الترجمة عنه فيحتاج أن يوضح حاله بل هو في إسناد حديث لو لم يذكره الدارقطني لجاز بل قد كان الأحسن بيانه وحيث ذكره الخطيب فيحتاج أن نذكره
أما رواية الدارقطني عن أبيه عن ابن ناحية فصحيحة
الحسن بن علي الجوهري أنبأ عمر بن محمد ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية ثنا محمد بن يحيى بن أبي سَمِينَة ثنا محمد بن يحيي بن قيس المأربي عن ثمامة بن شراحيل عن سمي بن قيس عن شُمَيْر عن أبيض بن حَمَّال قال وفدت إلى رسول الله ﷺ فاستقطعته الملح فأقطعه لي فلما وليت قال رجل للنبي ﷺ تدري ما أقطعته إنما أقطعته الماء العِدَّ فرجع فيه
فبان أن ما ذكره أبو الحسن عن ابن ناجية صحيح وهذه رواية فيها وهم
ولست أدري هو من ابن ناحية أو من ابن أبي سَمِينَة والأشبه أنه من ابن أبي وهو قوله محمد بن يحيى عن ثمامة لأنه كما ذكر الخطيب عن أبيه عن ثمامة
كذلك قاله البخاري في التاريخ في باب أبيض بن حَمَّال المأربي ناحية اليمن له صحبة
قال صدقة أخبرنا محمد بن يحيى بن قيس عن أبيه عن ثمامة بن شراحيل عن سمي بن قيس عن شُمَيْر بن عبد المَدَان عن أبيض بن حمال قال خرجت وافداً وذكر الحديث ثم قال ابن حجر ثنا ابن عيّاش سمع عمرو بن يحيى بن قيس المأربي عن أبيه عن أبيض عن النبي ﷺ