للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولقد ذكرتك والعجاج كأنه ... مطل الغنى وسوء عيش المعسر

والسوس بين مجتدل في جندل ... منا وبين مغفر في مغفر

ظننت أني في صباح مسفر ... بضياء وجهك أو مساء مقمر

تعطرت أرض الكفاح كأنها ... فتقت لنا أرض الجلاد بعنبر

وقال أيضاً:

لقد ذكرتك والجماجم وقع ... تحت السنابك والأكف تطير

الهام في أفق العجاجة حوم ... فكأنها فوق النسور نسور

فاعتادني من طيب ذكرك نشوة ... وبدت علي بشاشة وسرور

فظننت أني في مجالس لذتي ... والراح تجلى والكؤوس تدور

وقال آخر: وله حكاية مثل حكاية الطغرائي المتقدمة مذكورة في منازل الأحباب:

ولقد ذكرتك والرماح تنوشني ... عند الإمام وساعدي مغلول

ولقد ذكرتك والذي أنا عبده ... والسيف فوق ذؤابتي مسلول

وقال أبو طالب الرفاء:

ولقد ذكرتك والظلام كأنه ... يوم النوى وفؤاد من لم يعشق

وللناس في هذا البيت كلام وقال الشيخ أثير الدين أبو حيان:

ولقد ذكرتك والبحر الخضم طغت ... أمواجه والورى منه على سفر

في ليلة أسدلت جلبابة ظلمتها ... وغار كوكبها عن أعين البشر

والفلك في وسط الأمواج يحسبها ... عيناً وقد أطبقت شفراً على شفر

والروح من حزن راحت وقد وردت ... صدري فيا لك من ورد بلا صدر

هذا وشخصك لا ينفك في خلدي ... وفي فؤادي وفي سمعي وفي بصري

وقلت أنا في رمل طريق مصر إلى الشام من مقامة:

ولقد ذكرتكم برمل روعه ... في قلب كل مشرق ومغرب

وبنو بياضة كالدبي من حولنا ... بسوأدهم سدوا فسيح السبب

والقضيب تبري هام كل مدجج ... من كف أشوس بالحروب مهذب

وأسنة الرماح تلمع في الدجى ... كوميض برق في الدجى متلهب

وعلى العوالي كل نسر واقع ... يفري أديم الليث منه بمخلب

والرعد للأرماج رعد قاصف ... والبحر يهدر كالهزبر الأغلب

والبر بحر بالدما والبحر بر ... بالفرنج وكل كلب أجرب

وعلى السواحل غارة شعواء ما ... فيها لمن يرجو النجا من مهرب

وأنا باوتار القسى كأنني ... فيه أغني بالرباب وزينب

وأقول ليت أحبتي يدرون ما ... أنا فيه من لهو وعيش طيب

وقال مجنون ليلى:

ذكرتك والحجيج له ضجيج ... بمكة والقلوب لها وجيب

فقلت ونحن في بلد حرام ... به لله أخلصت القلوب

أتوب إليك يا رحمن مما ... جنيت فقد تكاثرت الذنوب

فأما عن هوى ليلى وتركي ... زيارتها فإني لا أتوب

وللناس على هذا البيت الأخير كلام وحكى عن ليلى الأخيليلة أنها مرت مع زوجها بقبر توبة بن الحمير فقال لها هذا قبر الكذاب الذي قال:

ولو أن ليلى الأخليلية سلمت ... علي ودوني جندل وصفائح

لسلمت تسليم البشاشة أوزقا ... إليها صدى من جانب القبر صائح

فقالت دعه فقال أقسمت عليك إلا ما دنوت منه فسلمت عليه فأبت فكرر عليها ذلك فلما تقدمت إلى القبر وقالت السلام عليك يا توبة طار من جانب القبر طائر كان هناك وزقا ونفر منه جمل ليلى فوقعت من أعلاه فاندقت عنقها وماتت من وقتها ودفنت إلى جانب توبة وهذا من العجائب لأنه وفى لها بما التزمه بعد الموت وقد بلغ الآخر حيث قال:

لو حز بالسيف رأسي لي مودتها ... لمر يهوي سريعاً نحوها رأسي

ولو بلى تحت أطباق الثرى جسدي ... لكنت أبلى وما قلبي لكم ناسي

لو يقبض الله روحي صار ذكركم ... روحاً أعيش به ما دمت في الناس

وقال آخر:

ولقد ذكرتك والظلام معبس ... وأنا قعيد في البيوت وحيدتي

والجو يصفر من قعودي في الهوا ... ما فيه خل يكون عنيدتي

والبق والناموس حولي عسكر ... يتفاتلون على شريب دميمتي

<<  <   >  >>