للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإما تقتلن أبا حديرٍ ... فإني قد شفى نفسي انتصاري

تركن عبيدة الضبي يكبو ... على الكفين مرتمل الإزار

[قال ابن السيرافي قال العجير السلولي]

فباتت هموم الصدر شتى يعدنه ... كما عيد شلوٌ بالعراء قتيل

فبيناه يشري رحله قال قائلٌ ... لمن جملٌ رخو الملاط طويل

محلى بأطواقٍ عتاقٍ كأنها ... بقايا لجينٍ جرسهن صليل

قال س: هذا موضع المثل:

مالك من بثينة إلا ما ترى

شوقٌ يعنيك وغربات النوى

ليس للمستفيد مما أورد ابن السيرافي في هذه الأبيات إلا هناتٌ وهنابث وتخاليط، لا يحلى الإنسان منها بطائل.

وما هذا الشعر للعجير السلولي، ولا الأبيات مستوية النظام. بل الصواب أنها للمخلب الهلالي كما أنشدناه أبو الندى رحمه الله، وقال لنا: ليس في الأرض بدوي إلا وهو يحفظ هذه القصيدة:

وجدت بها وجد الذي ضل نضوه ... بمكة يوماً والرفاق نزول

بغى ما بغى حتى أتى الليل دونهم ... وريحٌ تعلي بالتراب جفول

أتى صاحبيه بعد ما ضل سعيه ... بحيث تلاقت عامرٌ وسلول

فقال احملا رحلي ورحليكما معا ... فقالا له كل السفاه تقول

فقال احملني واتركا الرحل إنه ... بمنزلةٍ والعاقبات تدول

فقالا معاذ الله. فاستر بعتهما ... ورحليهما مهريةٌ وذمول

شكا من رفيقيه الجفاء ونقده ... إذا قام يستام الركاب قليل

فبيناه يشري رحله قال قائل ... لمن جملٌ رخو الملاط ذلول

محلى بأطواقٍ عتاقٍ ترشه ... أهلة جنٍّ بينهن فصول

فهلل حيناً تم راح بنضوه ... وقد حان من شمس النهار أفول

فما تم قرن الشمس حتى أناخه ... بقرنٍ وللمستعجلات زليل

فلما طوى الشخصين وازور منهما ... ووطنه بالنقر وهو ذلول

فقاما يجران الثياب كلاهما ... لما قد أسرا بالخليل قبيل

فقال ارفعا رحليكما وترفعا ... فماء الأداوى بالفلاة قليل

قال: وللمخلب هذا مقطعات طريفة، فمنها قوله:

بدهنا الملاح الأدم بالصرم بعدما ... جرى بيننا مستطرفات الوسائل

أبى القلب إلا حبه غير معجلٍ ... ذوات الثنايا والفروع الموائل

عريضات أقطانٍ مريضات أعينٍ ... مليحات ما تبدي ثنايا الجدائل

كأن جلياً من أباريق فضةٍ ... إذا قمن يبدو من خلال الغلائل

أولئك يسبين الفتى الغر نفسه ... ويوثقن من نازعنه في الحبائل

وهو القائل أيضاً:

أما وجلال الله لو كان يشترى ... وصالٌ لأغلينا إذاً بوصالك

ولو يشترى قرب النوى لاشتريته ... بسوم غلاءٍ أو بحكم رجالك

ولو يقتدي من غربة الدار واحدٌ ... بشيءٍ لأغليت الفدا من زيالك

ولو ذبحوا بالسيف أوجد واجدٍ ... بكم، أيقنت نفسي بأني ذلك

فجني قلوص المالكي على الوجا ... إلى أرض حبى في حرود نعالك

فلله إن بلغت رحلي لأهلها ... بهضب الصفا أن تطلقي من حبالك

وألا تخطي سبسباً بعد سبسبٍ ... وألا تبيتي ليلةً في عقالك

وأن تهبطي ذات السليم فتسمعي ... بها صوت قرقار الشبا من جمالك

[قال ابن السيرافي قال عامر بن جوين الطائي]

ألم تركم بالجزع من ملكات ... وكم بالصعيد من هجانٍ مؤبله

ولم أر مثلها خباسة واحدٍ ... ونهنهت نفسي بعد ما كدت أفعله

قال: الجزع: منعطف الوادي، وملكات جمع ملكة، والصعيد: وجه الأرض.

قال س: هذا موضع المثل:

رويد يأتين على سواج

هناك يبدو خبر الأعلاج

والقين والكربج والنساج

<<  <   >  >>