للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يا بني نزارٍ انصرا أخاكما

إن أبي وجدته أباكما

ولم أجد لي نسباً سواكما

غيثٌ ربيعٌ سبط نداكما

حتى يحل الناس في مرعاكما

أنتم سرور عين من رآكما

قد ملئت فما ترى سواكما

قد فاز يوم الفخر من دعاكما

ولا يعد أحدٌ حصاكما

وإن بنوا لم يدركوا بناكما

مجداً بناه لكما أباكما

ذاك ومن ينصره مثلاكما

يوماً إذا ما سعرت ناراكما

وقال أيضاً:

يا لنزارٍ قد نمى في الأخشب

دعوة داعٍ دعوة المثوب

يا لنزارٍ ثم فاسعي واركبي

يا لنزارٍ ليس عنكم مذهبي

إن أباكم هو جدي وأبي

لم ينصر المولى إذا لم تغضبي

يا لنزارٍ إنني لم أكذب

أحسابكم أحظرتها وحسبي

ومن تكونوا عزه لا يغلب

ينمي إلى عزٍّ هجان مصعب

كأنه في البرج عند الكوكب

وقال أيضاً:

يا لنزارٍ دعوةً صباحا

قد فاضح الأمر بنا فضاحا

وقال أيضاً:

يا أقرع بن حابس يا أقرع

إني أخوك فانظرن ما تصنع

إنك إن يصرع أخوك تصرع

إني أنا الداعي نزاراً فاسمعوا

لي باذخٌ من عزه ومفزع

به يضر قادرٌ وينفع

وأدفع الضيم غداً وأنفع

عزٌ ألد شامخٌ لا يقمع

يتبعه الناس ولا يستتبع

هل هو إلا ذنبٌ وأكرع

وزمعٌ مؤتشبٌ مجمع

وحسبٌ وغل وأنف أجدع

وقال أيضاً:

يا أقرع بن حابسٍ يا أقرع

إنك إن تصرع أخاك تصرع

إني أنا الداعي نزاراً فاسمع

في باذخٍ من عزه ومفزع

قم قائماً ثمت قل في المجمع

للمرء أرطاةٍ أيا ابن الأفدع

ها إن ذا يوم علاً ومجمع

ومنظرٍ لمن رأى ومسمع

فنفره الأقرع بمضر وربيعة، ولولاهم نفر الكلبي.

قال س: كانت القرابة بين بجيلة وولد نزار، أن إراش بن عمرو بن الغوث ابن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان - خرج حاجاً، فتزوج سلامة بنت أنمار بن نزار، وأقام معا في الدار بغور تهامة، فأولدهما أنمار بن إراش ورجالاً.

فلما توفي إراش وقع بين أنمار بن إراش وإخوته اختلاف في القسمة، فتنحى عن إخوته، وأقام إخوته في الدار مع أخوالهم، وتزوج أنمار بن إراش بهند بنت مالك بن غافق بن الشاهد، فولدت أقيل وهو خثعم، ثم توفيت.

فتزوج بجيلة بنت صعب بن سعد العشيرة، فولدت له عبقر، فسمته باسم جدها وهو سعد، ولقب بعبقر لأنه ولد على جبل يقال له عبقر، وولدت أيضاً الغوث ووادعة وصهيبة وخزيمة وأشهل وشهلاء وسنية وطريفاً وفهماً وجدعة والحارث.

[قال ابن السيرافي قال ضرار بن الأزور]

فلو سألت عنا جنوب لخبرت ... عشية سالت عقرباء من الدم

عشية لا تغني الرماح مكانها ... ولا النبل إلا المشرفي المصمم

قال: عقرباء: موضع بعينه، وجنوب: امرأة، وأراد أنهم اقتتلوا قتالاً شديداً بعقرباء، حتى سالت الدماء فيها. قال س: هذا موضع المثل:

إن جنابيها إذا تفرقا

يطحطحان القروي الأخرقا

لم يكن ابن السيرافي من رجال هذا الشعر في جعل البيت الأول مقوى، وليس فيه إقواء عند من يعرفه، وذكر أن عقرباء موضع بعينه، وأي فائدة تحت هذا الكلام إذا لم يعرف عقرباء في أي البلاد، وأي شيء كان سبب ذكر ضرار لها. وإذا وقفت على قصة هذا الشعر علمت أن ابن السيرافي كان قاصراً عن معرفته.

أكتبناه أبو الندى قال: ضرار بن الأزور، وهو فارس المحبر في الردة لبني أسد بن خزيمة، وكان خالد بن الوليد بعثه في خيل على البعوضة - أرض لبني تميم - فقتل عليها مالك بن نويرة فارس بني يربوع، وبنو تميم تدعي أنه آمنه. فقاتل يومئذ ضرار بن الأزور قتالاً شديداً، فقال في ذلك - وبلغه ارتداد قومه من بني أسد:

بني أسدٍ قد ساءني ما صنعتم ... وليس لقومٍ حاربوا الله محرم

وأعلم حقاً أنكم قد غويتم ... بني أسدٍ فاستأخروا أو تقدموا

نهيتكم أن تنهبوا صدقاتكم ... وقلت لكم يا آل ثعلبة اعلموا

عصيتم ذوي أحلامكم وأطعتم ... ضجيماً، وأمر ابن اللقيطة أشأم

<<  <   >  >>