للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فعز علي هلكك يا بن عمروٍ ... وما لي عنك من عزمٍ وصبر

[قال ابن السيرافي قال ابن مقبل]

يا عين بكي حنيفاً رأس حيهم ... الكاسرين القنا في عورة الدبر

قال: حنيف في بني العجلان حي.

قال س: هذه الفائدة من ابن السيرافي تزيد المتأدب جهلاً بهذا النسب. إنما يقال: فلان من بني فلان، إذا كان بينه وبين الجد الأكبر آباء وأجداد، فأما إذا كان لصلبه، فإنه يقال هو ابنه. وحنيف هو ابن العجلان، واسم العجلان: عبد الله ابن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.

[قال ابن السيرافي قال ابن مقبل]

طافت بأعلاقه خودٌ يمانيةٌ ... تدعو العرانين من عمروٍ وما جمعوا

قال: عمرو قبيلة وهو عمرو بن كلاب فيما أرى، ويجوز أن يريد به بني عمرو ابن تميم. ويروى: " العرانين من بكر " ويجوز أن يريد ببكر بني أبي بكر بن كلاب. وقوله " يمانية " لا يوافق هذا التفسير، لأن القبائل التي ذكرتها كلها من نزار.

قال س: هذا موضع المثل:

أثرت من الداء ما قد عفا ... كما عفت الريح نؤي التراب

لو لم يتكلم ابن السيرافي في هذا البيت لم تظهر عورة لسانه - سخنت عينه - جهتين: إحداهما أنه قال: يجوز أن يريد: بني عمرو بن تميم. وأين بنو العجلان من تميم، وإنما هو عمرو بن كلاب.

والأخرى أنه قال: قوله يمانية لا يوافق هذا التفسير، لأن القبائل التي ذكرتها كلها من نزار. ولم يدر أن بني عامر ينسبون إلى اليمن، لأنهم كانوا ينزلون نجداً مما يلي اليمن، وأن غطفان يسمون شامية لأنهم ينزلون نجداً مما يلي الشام. فلذلك قال النابغة الذبياني في هجائه لزرعة بن عمرو بن خويلد بن الصعق من بني نفيل بن عمرو بن كلاب:

وكنت أمينه لو لم تخنه ... ولكن لا أمانة لليماني

فأجابه زرعة بن عمرو:

وأي الناس أغدر من شآمٍ ... له صردان منطلق اللسان

[قال ابن السيرافي في قول النابغة الجعدي]

فظل لنسوة النعمان منا ... على سفوان يومٌ أروناني

قال: ينشد البيت في القصيدة أروناني منسوب، وقد خفف ياء النسبة منه، أراد أرونانيٌّ فخفف. ومثله:

إني لمن أنكرني ابن اليثربي

قتلت علباء وهند الجملي

قال: أراد " اليثربي والجملي " وينبغي أن يكتب بياء لأنه منسوب وتزول عنه الشبهة.

قال س: هذا موضع المثل:

لذا أصلٌ فماذا أصل هذا ... وما أنا عن أشاروى بالفحوص

الجملي منسوب كما ذكر، فأما اليثربي فإنه اسم محقق غير منسوب، كما قالوا: مكي بن سوادة، وفدكي بن عمرو، وعيدي بن الندغي وأشباه ذلك كثير في كلام العرب.

ولم يعرف ابن السيرافي قائل هذا الشعر، ولا من قيل فيه. وهو لعبد الله ابن يثربي الضبي. وهند الجملي: هو هند بن عمرو بن جندلة بن كعب بن ربيعة بن جمل بن كنانة بن ناجية بن يحابر وهو مراد، قتل رحمه الله مع علي بن أبي طالب عليه السلام يوم الجمل، قتله عبد الله بن يثربي الضبي. وقال:

إن تنكروني فأنا ابن يثربي

قاتل علباء وهند الجملي

ثم ابن صوحان على دين علي

[قال ابن السيرافي قال جندل الطهوي]

غرك أن تقاربت أبا عري

وأن رأيت الدهر ذا الدوائر

حنى عظامي وأراه ثاغري

وكاحلاً عيني بالعواور

قوله: تقاربت أبا عري: يريد أنه ترك السفر والرحلة إلى الملوك، فإبله مجتمعة لا يفارق بعضها بعضاً.

قال س: غلط ابن السيرافي ها هنا، معنى تقاربت قلت، يعني من قلتها قرب بعضها من بعض.

[قال ابن السيرافي قال مقاس العائذي، واسمه النعمان]

فدىً لبني ذهل بن شيبان ناقتي ... إذا كان يومٌ ذو كواكب أشهب

أشصت بنا كلب شصوصاً وأوجهت ... على وافدينا بالجزيرة تغلب

قال: كانت كلب شكت إلى يزيد بن معاوية، أن رجلاً من بني شيبان كان نازلاً على بعض المياه، إذا مر به قوم مسافرون منعهم من الماء. فكتب إلى زياد، وجرت بين بعض بني شيبان وبعضٍ حروب جرها هذا الأمر.

قال س: هذا موضع المثل:

بذات غسل ما بذات غسل

وثرمداء شعبٌ من عقلي

<<  <   >  >>