للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سرحت على بلادكم جيادي ... فأدت منكم كوماً جلادا

بما لم تشكروا المعروف عندي ... وإن شئتم تعاودنا عوادا

أتأمل أن تساوي حي أعيا ... وصحباً، خاب ما ترجو وزادا

بما جمعت من حضنٍ وعمروٍ ... أشاباتٍ يخالون العبادا

إذا خطرت بنو سعد ورائي ... وذادوا بالقنا عني ذيادا

رأيت الموت دوني فانتهيتم ... ولم تسطع دعائمها الشدادا

أتوعدني برهطك يا جحيلاً ... وما عمرو بن حصنٍ والجيادا

قال ابن السيرافي قال سيبويه قالت درني بنت عبعبة من بني قيس بن ثعلبة، والذي وجدته قالت درنى بنت سيار بن صبرة ابن حطان بن سيار بن عمرو بن ربيعة

وقد زعموا أني جزعت عليهما ... وهل جزعٌ أن قلت وابأباهما

هما أخوا في الحرب من لا أخا له ... إذا خاف يوماً نبوةً فدعاهما

قال س: هذا موضع المثل:

بين المطيع وبين المدبر العاصي

هذا التفسير يحير الإنسان، فلا يدري ما الصواب من الخطأ، ولا يدري بأيهما يتعلق: أبدرنى بنت عبعبة، أم بدرنى بنت سيار وهذا يدل على أنه لم يكن يتصور الغث من السمين منهما.

والصواب: درنى بنت سيار على النسب الثاني، قالت ترثي أخويها، وهي أبيات رائقة، دخل نظامها - على ما أنشدها ابن السيرافي - في خلل. ونظامها وتمامها:

أبى الناس إلا أن يقولوا هما هما ... ولو أننا اسطعنا لكانوا سواهما

هما أخوا في الحرب من لا أخا له ... إذا خاف يوماً نبوة فدعاهما

إذا افتقرا لم يلحما خشية الردى ... ولم يخش رزءاً منهما موليا هما

إذا استغنيا حب الجميع إليهما ... وجاد على الأدنين فضل غناهما

هما يلبسان المجد أحسن لبسةٍ ... شحيحان ما اسطاعا عليه كلاهما

وقد زعموا أني جزعت عليهما ... وهل جزعٌ أن قلت وابأباهما

وأهلي فداء العاصمين كليهما ... ولا عشت إن كان الفؤاد قلاهما

إذا هبطا الأرض المخوف بها الردى ... يسكن من جأشيهما منصلاهما

ولا يلبث العرشان يستل منهما ... عظام الرواسي أن يميل غماهما

[قال ابن السيرافي قال جرير]

خل الطريق لمن يبني المنار به ... وابرز ببرزة حيث اضطرك القدر

قال: برزة: أم عمر بن لجأ.

قال س: هذا موضع المثل:

ضرط وردان بأرضٍ قي

هذا باطل، أخبرنا أبو الندى رحمه الله قال: برزة إحدى جدات عمر بن لجأ المغنيات.

[قال ابن السيرافي قال الراجز]

أأنت يا بسيطة التي التي

هيبنيك في المقيل صحبتي

لقد علمت أي حين عقبتي

هي التي عند الهجير قالت

إذا النجوم في السماء ولت

قال: البسيطة: الأرض المنبسطة الممتدة.

قال س: هذا موضع المثل: لا يدعى لنجدةٍ إلا أخوها غلط ابن السيرافي ها هنا آنفاً، لأنه لم يكن يعرف منازل العرب ومحالها، ومن فسر أيضاً مثل هذا الشعر ولم يتقن ثلاثة أنواع من العلم: النسب، وأيام العرب، ومحالها ومنازلها - كثرت سقطاته.

والبسيطة ها هنا هي أرض بعينها، وهي بين الكوفة فالحزن، حزن بني يربوع بن عمرو، وفيها يقول عدي بن عمرو الطائي:

لولا توقد ما ينفيه خطوهما ... على البسيطة لم تدركهما الحدق

[قال ابن السيرافي قال ثروان بن فزارة بن عبد يغوث]

فإنك لا تبالي بعد حول ... أظبيٌ كان أمك أم حمار

فقد لحق الأسافل بالأعالي ... وماج اللؤم واختلط النجار

قال: الذي في الكتاب: أظبي كان أمك أم حمار، والذي في شعره: أظبيٌ كان خالك أم حمار.

قال س: هذا موضع المثل: كان حماراً فاستأتن كيف يكون الحمار والظبي أمين وهما أذكر الحيوان، حتى إن المثل يضرب بالحمار فيقال: من ينك العير ينك نياكاً.

والصواب ما أنشده أبو الندى رحمه الله: أظبيٌ ناك أمك أم حمار

<<  <   >  >>