صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أصل ذَلِك وألقاه إِلَى أمته وبناه على مَا أُوحِي إِلَيْهِ من قَول أصدق الْقَائِلين {الرَّحْمَنُ على الْعَرْش اسْتَوَى} {يخَافُونَ رَبهم من فَوْقهم} إِلَى غير ذَلِك من الْآيَات وَإِلَى مَا علمه جِبْرَائِيل وَمَا جَاءَ بِهِ عَن رب الْعَالمين من السّنة وَمَا جَاءَ بِهِ المُرْسَلُونَ إِلَى أممهم من إِثْبَات نعوت الرب سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فَالْحَمْد لله على الْإِسْلَام وَالسّنة
حَرْب الْكرْمَانِي
٥١٢ - قَالَ عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْحَنْظَلِي الْحَافِظ أَخْبرنِي حَرْب بن إِسْمَاعِيل الْكرْمَانِي فِيمَا كتب إِلَيّ أَن الْجَهْمِية أَعدَاء الله وهم الَّذين يَزْعمُونَ أَن الْقُرْآن مَخْلُوق وَأَن الله لم يكلم مُوسَى وَلَا يرى فِي الْآخِرَة وَلَا يعرف لله مَكَان وَلَيْسَ على عرش وَلَا كرْسِي وهم كفار فَاحْذَرْهُمْ // كَانَ حَرْب من أوعية الْعلم
حمل عَن أَحْمد وَإِسْحَاق وَكَانَ عَالم كرمان فِي عصره يذكر مَعَ الْأَثْرَم والمروذي ارتحل إِلَيْهِ الْخلال وَأكْثر عَنهُ توفّي سنة بضع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ
قد ذكرنَا احتفال الإِمَام أبي بكر الْمَرْوذِيّ فِي هَذَا الْعَصْر لقَوْل مُجَاهِد أَن الله تَعَالَى يقْعد مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الْعَرْش
وَغَضب الْعلمَاء لإنكار هَذِه المنقبة الْعَظِيمَة الَّتِي انْفَرد بهَا سيد الْبشر وَيبعد أَن يَقُول مُجَاهِد ذَلِك إِلَّا بتوقيف فَإِنَّهُ قَالَ قَرَأت الْقُرْآن من أَوله إِلَى آخِره ثَلَاث مَرَّات على ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أقفه عِنْد كل آيَة أسأله فمجاهد أجل الْمُفَسّرين فِي زَمَانه وَأجل المقرئين تَلا عَلَيْهِ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن مُحَيْصِن
فَمِمَّنْ قَالَ أَن خبر مُجَاهِد يسلم لَهُ وَلَا يُعَارض عَبَّاس بن مُحَمَّد الدوري الْحَافِظ وَيحيى بن أبي طَالب الْمُحدث وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل السّلمِيّ التِّرْمِذِيّ الْحَافِظ وَأَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن عبد الْملك الدقيقي وَأَبُو دَاوُد سُلَيْمَان بن الْأَشْعَث السجسْتانِي صَاحب السّنَن وَإِمَام وقته إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق الْحَرْبِيّ والحافظ أَبُو قلَابَة عبد الْملك بن مُحَمَّد الرقاشِي وحمدان بن عَليّ الْوراق الْحَافِظ وَخلق سواهُم من عُلَمَاء السّنة مِمَّن أعرفهم وَمِمَّنْ لَا أعرفهم وَلَكِن ثَبت فِي الصِّحَاح أَن الْمقَام الْمَحْمُود هُوَ الشَّفَاعَة الْعَامَّة الْخَاصَّة بنبينا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم //
عُثْمَان بن سعيد الدَّارمِيّ الْحَافِظ
٥١٣ - قَالَ عُثْمَان الدَّارمِيّ فِي كتاب النَّقْض على بشر المريسي وَهُوَ مُجَلد سمعناه من أبي حَفْص بن القواس فَقَالَ قد اتّفقت الْكَلِمَة من الْمُسلمين أَن الله فَوق عَرْشه فَوق سمواته
٥١٤ - وَقَالَ أَيْضا أَن الله تَعَالَى فَوق عَرْشه يعلم وَيسمع من فَوق الْعَرْش لَا تخفى عَلَيْهِ خافية من خلقه وَلَا يحجبهم عَنهُ شَيْء // قَالَ أَبُو الْفضل الْفُرَات مَا رَأينَا مثل عُثْمَان بن سعيد وَلَا رأى هُوَ مثل نَفسه أَخذ الحَدِيث عَن يحيى بن معِين وَابْن الْمَدِينِيّ وَالْفِقْه عَن الْبُوَيْطِيّ وَالْأَدب عَن ابْن الْأَعرَابِي فَتقدم فِي هَذِه الْعُلُوم
قلت وَلحق مُسلم بن إِبْرَاهِيم وَسَعِيد بن أبي مَرْيَم والطبقة وَمَا هُوَ فِي الْعلم بِدُونِ أبي مُحَمَّد الدَّارمِيّ السَّمرقَنْدِي
مَاتَ بعد الثَّمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ بسجستان
وَفِي كِتَابه بحوث عَجِيبَة مَعَ المريسي يُبَالغ فِيهَا فِي الْإِثْبَات وَالسُّكُوت عَنْهَا أشبه بمنهج السّلف فِي الْقَدِيم والْحَدِيث
وَمِمَّنْ لَا يتَأَوَّل ويؤمن بِالصِّفَاتِ وبالعلو فِي ذَلِك الْوَقْت الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن عبد الرَّحْمَن السَّمرقَنْدِي الدَّارمِيّ وَكتابه ينبيء بذلك
وَأحمد بن الْفُرَات الرَّازِيّ الْحَافِظ الشهير أَبُو مَسْعُود وَأَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن يَعْقُوب السَّعْدِيّ الْجوزجَاني الْحَافِظ صَاحب التصانيف
وَالْإِمَام الْحجَّة مُسلم بن الْحجَّاج الْقشيرِي صَاحب الصَّحِيح وَالْقَاضِي الإِمَام صَالح بن أَحْمد بن حَنْبَل وَأَخُوهُ الْحَافِظ أَبُو عبد الرَّحْمَن وَابْن عَمهمَا حَنْبَل بن إِسْحَاق الْحَافِظ
والحافظ أَبُو أُميَّة مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الطرسوسي صَاحب الْمسند والحافظ شيخ الأندلس بَقِي بن مخلد الْقُرْطُبِيّ مُصَنف الْمسند وَالتَّفْسِير وَشَيخ الْمَالِكِيَّة الإِمَام إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق الْأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ القَاضِي والحافظ يَعْقُوب بن سُفْيَان الْفَارِسِي الْفَسَوِي والحافظ أَبُو بكر أَحْمد بن أبي خَيْثَمَة والحافظ أَبُو زرْعَة الدِّمَشْقِي وَالْإِمَام مُحَمَّد بن نصر الْمروزِي //