٥٦١ - قَالَ الْحَافِظ الْكَبِير أَبُو نعيم أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد الْأَصْبَهَانِيّ مُصَنف حلية الْأَوْلِيَاء فِي كتاب الإعتقاد لَهُ طريقتنا طَريقَة السّلف المتبعين للْكتاب وَالسّنة وَإِجْمَاع الْأمة
وَمِمَّا اعتقدوه أَن الله لم يزل كَامِلا بِجَمِيعِ صِفَاته الْقَدِيمَة لَا يَزُول وَلَا يحول لم يزل عَالما بِعلم بَصيرًا ببصر سميعاً بسمع متكلماً بِكَلَام
ثمَّ أحدث الْأَشْيَاء من غير شَيْء وَأَن الْقُرْآن كَلَام الله وَكَذَلِكَ سَائِر كتبه الْمنزلَة كَلَامه غير مَخْلُوق وَأَن الْقُرْآن فِي جَمِيع الْجِهَات مقروءا ومتلواً ومحفوظاً ومسموعا ومكتوبا وملفوظا كَلَام الله حَقِيقَة لَا حِكَايَة وَلَا تَرْجَمَة وَأَنه بألفاظنا كَلَام الله غير مَخْلُوق وَأَن الواقفة واللفظية من الْجَهْمِية وَأَن من قصد الْقُرْآن بِوَجْه من الْوُجُوه يُرِيد بِهِ خلق كَلَام الله فَهُوَ عِنْدهم من الْجَهْمِية وَأَن الجهمي عِنْدهم كَافِر إِلَى أَن قَالَ وَأَن الْأَحَادِيث الَّتِي ثبتَتْ فِي الْعَرْش واستواء الله عَلَيْهِ يَقُولُونَ بهَا ويثبتونها من غير تكييف وَلَا تَمْثِيل وَأَن الله بَائِن من خلقه والخلق بائنون مِنْهُ لَا يحل فيهم وَلَا يمتزج بهم وَهُوَ مستو على عَرْشه فِي سمائه من دون أرضه // فقد نقل هَذَا الإِمَام الْإِجْمَاع على هَذَا القَوْل وَللَّه الْحَمد وَكَانَ حَافظ الْعَجم فِي زَمَانه بِلَا نزاع جمع بَين علو الرِّوَايَة وَتَحْقِيق الدِّرَايَة ذكره ابْن عَسَاكِر الْحَافِظ فِي أَصْحَاب أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ
توفّي فِي صفر سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَله أَربع وَتسْعُونَ سنة وَكَانَ مَا بَينه وَبَين ابْن مَنْدَه فَاسِدا لمسائل من العقيدة //
معمر بن زِيَاد
٥٦٢ - قَالَ الإِمَام الْعَارِف شيخ الصُّوفِيَّة أَبُو مَنْصُور معمر بن أَحْمد بن