للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانياً: الفرق بين وباء كورونا والطاعون:

اختلف العلماء قديماً في مسألة التفرقة بين الوباء والطاعون على قولين، وهذه التفرقة تشمل الأوبئة بشكل عام وينطبق عليها وباء كورونا؛ لأنه مصنف من جملة الأوبئة.

وأقوال العلماء حول الفرق بين الطاعون والوباء كالتالي:

القول الأول: أن الطاعون هو الوباء: وهذا القول هو الذي عليه بعض العلماء من أهل اللغة والأطباء العرب المتقدمين.

قال الخليل -رحمه الله-: الوباء: الطاعون، وقيل: هو كل مرض عام (١).

وقال ابن سيده -رحمه الله-: الوباء الطاعون، وقيل: هو كل مرض عام (٢).

وقال ابن الأثير -رحمه الله-: المرض العام والوباء الذي يفسد له الهواء فتفسد به الأمزجة والأبدان (٣).

وقال ابن منظور -رحمه الله-: الوبأ: الطاعون بالقصر والمد والهمز. وقيل هو كل مرض عام (٤).

وقال الفيومي -رحمه الله-: والطاعون الموت من الوباء والجمع الطواعين وطعن الإنسان بالبناء للمفعول أصابه الطاعون فهو مطعون (٥).

وقال ابن حجر -رحمه الله-: قال جماعة من الأطباء منهم أبو علي بن سيناء: الطاعون مادة سمية تحدث ورمًا قتالاً يحدث في المواضع الرخوة والمغابن من البدن، وأغلب ما تكون تحت الإبط أو خلف الأذن أو عند الأرنبة. قال: وسببه دم رديء مائل إلى العفونة والفساد يستحيل إلى جوهر سمي يفسد العضو ويغير ما يليه، ويؤدي إلى القلب كيفية رديئة فيحدث القيء والغثيان والغشي والخفقان وهو لرداءته لا يقبل من الأعضاء إلا ما كان أضعف بالطبع وأردؤه ما يقع في الأعضاء الرئيسة، والأسود منه قل من يسلم منه، وأسلمه الأحمر ثم الأصفر، والطواعين تكثر عند الوباء في البلاد الوبئة ومن ثم أطلق على الطاعون وباء وبالعكس (٦).


(١) العين، (٨/ ٤١٨).
(٢) المحكم والمحيط الأعظم، (١٠/ ٥٦٦).
(٣) النهاية في غريب الحديث والأثر، (٣/ ١٢٧).
(٤) لسان العرب، (١/ ١٨٩).
(٥) المصباح المنير، (٢/ ٣٧٣).
(٦) فتح الباري، (١٠/ ١٨٠)، وهو ما ذكره ابن سينا في كتابه القانون، (٣/ ١٦٤ - ١٦٥).

<<  <   >  >>