للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النازلة السادسة: الدعوة إلى الاعتماد على العلاجات الطبية فقط، وترك كل ما له صلة بالدين.

من النوازل العقدية التي حدثت مع حلول وباء كورونا هي: الزعم بأن التداوي بالأدوية الطبية هو السبب الوحيد للعلاج من هذا الوباء وغيره من الأمراض، وأن التداوي الشرعي لا ينفع ولا يرفع البلاء، فلابد من ترك كل ماله صلة بالدين؛ لأن ذلك مجرد خرافات وأساطير.

فقد دعا أحد الباحثين في علم النفس الاجتماعي بالمغرب: إلى الاستعانة بالمتخصصين؛ لفهم مختلف حيثيات وجوانب الموضوع، كما أشار حسب زعمه إلى استغلال الوضع من لدن البعض؛ لتمرير خطابات دينية خاطئة تقوم على التهويل النابع من الجهل والإيمان بالأسطورة، مشددا على أن خطورة تلك التفاسير تكمن في تشجيع خطاب الاستسلام، فضلا عن غرس الرعب في نفوس الناس، داعياً إلى التشبث بالحقيقة الطبية التي تفيد بأن الفيروس الحيواني أصبح ينتقل بين الإنسان (١).

وقال أحد الكتاب: أقرأ تفسيرات واقتراح علاجات غريبة لرجال دين عند الإصابة بفيروس كورونا ... ، والمفارقة أن رجال الدين هؤلاء يسمحون لأنفسهم أن يتدخلوا بالطب وغيره من العلوم الحديثة، ويعطوا آراء على الضد من الخبراء فيها، لكنهم لا يسمحون للطبيب أو غيره من أهل العلم أن يفهم الدين، أو أن يعطى رأياً في فهم نصوصه؛ بذريعة أنه ليس متخصصاً في الدين كما يقولون.

وقال كاتب آخر: لقد انتصر العلم هو الذى يشفي، وعلى الناس بما فيهم رجال الدين أن يصغوا إلى العلم، لا التعاويذ الدينية تنفع، ولا الابتهالات الدينية تنفع. يأخذ رجال الدين تعليماتهم حول السلوك اليومي من علماء العلم الحديث والتقني لا من رجال دين آخرين.

وليس في كتاب مقدس أو مجموعة من الأحاديث النبوية أو الرأي الديني أو القياس أو الإجماع أي فائدة بالنسبة لعموم البشر. عليهم أن ينصتوا لعلماء لم يسمعوهم إلا لماماً في الأحوال العادية. الآن يقود الدفة العلماء والممرضون (٢).


(١) ينظر: موقع صحيفة هسبريس الإلكترونية https:// www.hespress.com/ orbites/ ٤٦٢٥٠٣.html
(٢) ينظر: الشروق لإلكترونية https:// www.shorouknews.com/ columns/ view.aspx? cdate=١٧٠٣٢٠٢٠&id=c ٥٦٥ dad ٢ - ac ٦ c-٤٦ e ٣ - af ١ d-a ١٦٩١ ad ٠٩٤ e ٩

<<  <   >  >>