للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولكن مفهوم النوازل في القضايا والمسائل المعاصرة نادراً ما ينطبق انطباقاً تاماً على وصف النازلة بالجدة المحضة، أي مما لم يسبق وقوعه؛ فالغالب فيما يذكره العلماء في المسائل المعاصرة من نوازل قد يطلق عليها الجدة النسبية، أي تكون مما سبق وقوعه ولكنها متجددة، فبعضها سبق وقوعه ولكنها تطورت أو تغير الواقع المحيط بها أو تغيرت أسبابها أو واحتاج لها الناس من باب الضرورة أو المصلحة؛ فأصبحت بحاجة ماسة لبحثها مرة أخرى.

وعلى ذلك يمكن أن يطلق على أي مسألة عقدية نازلة إذا تحقق فيها سبب من الأسباب التالية:

الأول: تباين أصل المسألة العقدية من بعض الوجوه؛ كتغير أسبابها، وتطورها، وتغير الواقع المحيط بها.

الثاني: وقوع التجدد في أحوال بعض المسائل العقدية، حتى أصبحت كنازلة جديدة.

الثالث: بعض المسائل العقدية الجديدة قد تكون نوازل في عرف بعض العلماء؛ حسب نظرتهم الخاصة للمسألة.

الرابع: عند وجود الحاجة الملحة في تطلب حل شاف لموضوع المسألة العقدية أو مضمونها.

[تعريف العقيدة]

في اللغة: مأخوذة من العقد: وهو الربط والشد بقوة، أو العهد، أو الملازمة، أو التأكيد (١)، وعقد قلبه على شيء: لم ينزع عنه (٢)، واعتقدت كذا: أي عقدت عليه القلب والضمير، حتى قيل: العقيدة ما يدين الإنسان به (٣).

واصطلاحاً: هي الإيمان الجازم بالله، وما يجب له في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، وبكل ما جاءت به النصوص الصحيحة من أصول الدين وأمور الغيب وأخباره، وما أجمع عليه السلف الصالح، والتسليم لله تعالى في الحكم والأمر والقدر والشرع، ولرسوله -صلى الله عليه وسلم- بالطاعة والاتباع (٤).


(١) ينظر: تهذيب اللغة، ابن فارس، (١/ ١٣٤)، والقاموس المحيط، الفيروز آبادي، ص (٣٠٠)، ولسان العرب، (٣/ ٢٩٦).
(٢) ينظر: العين، الفراهيدي، (١/ ١٤٠).
(٣) ينظر: المصباح المنير، (٢/ ٤٢١).
(٤) ينظر: مباحث في عقيدة أهل السنة والجماعة، ناصر العقل، ص (٨).

<<  <   >  >>