للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النازلة الخامسة: ترك الأدلة الشرعية والاعتماد على الأدلة العقلية.

من النوازل العقدية التي حدثت مع حلول وباء كورونا هي: الدعوة للاعتماد على العقل دون الشرع في التعامل مع الأوبئة، والزعم أن الدين ليس له اختصاص في مثل هذه الأمور، وأنه لابد من تنحية الدين والاعتماد على غيره في التعاطي مع الأوبئة.

يقول أحد الباحثين في علم النفس الاجتماعي بالمغرب: الإنسان ينتابه الخوف حينما يتعلق الأمر بكارثة بالنظر إلى تشبثه بالحياة، وهي طبيعة إنسانية، لكن تختلف ردة الفعل باختلاف العقليات والشخصيات، بحيث يوجد الإنسان السوي وغير السوي الذي يعاني من اضطرابات نفسية أو عقلية، فضلا عن المؤمن بالخرافة والمؤامرة.

وأضاف: التحجج بالدين في تفسير هذه المسألة غير مبرر تماما؛ لأن العقيدة الإسلامية بنفسها تلزم الإنسان بمعرفة أسباب تلك الظواهر الطبيعية عبر استعمال ملَكة العقل، فالإنسان يُسقط مخاوفه على ظاهرة معينة؛ لأنه عاجز عن تفسيرها.

وأوضح إن الوباء العالمي تم تفسيره بشكل خرافي وليس إسلامي، وقال: في مرحلة سابقة كنا نربط الفيضان بغضب الطبيعة، بينما الآن صرنا نتحدث عن عقاب الله (١).

وقال أحد أستاذة الطب النفسي في مصر: إن ما يقال بأن فيروس كورونا جند من جنود الله فكر ضلالي مرضي، وفهم خاطئ للنص القرآني، حيث أن الكثيرون قد يفهمون النص القرآني من ظاهره.

وأوضح أنه من الضروري استخدام العقل في فهم النص القرآني وهذا يسمي تنوير الدين (٢).

وقال كاتب في أحد المواقع: لا أحد ينكر أن ظهور وباء كورونا وانتشاره خلف الكثير من النقاش الفكري، وأفرز تنوعاً في المواقفِ حول مصدره وطبيعته وطرق الوقاية والعلاج منه، وهو نقاش صحي وطبيعي انخرطت فيه جميع المجتمعات اليوم، غير أن الملاحِظَ سيجد أن هذا


(١) ينظر: موقع صحيفة هسبريس الإلكترونية https:// www.hespress.com/ orbites/ ٤٦٢٥٠٣.html
(٢) ينظر: موقع اليوم السابع https:// www.youm ٧.com/ story/ ٢٠٢٠/ ٣/ ٢٠/ %D ٩%٨٧ - %D ٩%٨٥%D ٩%٨٦/ ٤٦٧٩٢٧٦

<<  <   >  >>