للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - القصيدة غير موزونة وقوافيها مليئة بالعيوب، وفيها من الركاكة والضعف الشيء الكثير، وقد اعتمد صاحبها على السجع؛ ليوهم الناس بأنها شعر موزون، وهي بكلماتها وأسلوبها لا ترقى إلى القصائد والشعر في ذلك العصر.

وقد عرف أهل اللغة الشعر بأنه: قول موزون مقفى يدل على معنى (١).

وكان أهل اللغة يشترطون لقبول الشعر في الزمن المتقدم: اشتراط الوزن فيه، بحيث لا يكون الكلام شعراً ما لم يكن له وزن خاص.

كما إن للشعر الموزون إيقاعاً يطرب الفهم لصوابه، وما يرد عليه من حسن تركيبه واعتدال أجزائه، فإذا اجتمع للفهم مع صحة وزن الشعر صحة وزن المعنى وعذوبة اللفظ، وصفا مسموعه ومعقوله من الكدر؛ تم قبوله له، واشتماله عليه، وإن نقص جزء من أجزائه التي يكمل بها وهي اعتدال الوزن، وصواب المعنى، وحسن الألفاظ؛ كان إنكار الفهم إياه على قدر نقصان أجزائه (٢).

٣ - على الرغم من وفاة الكاتب منذ ألف عامٍ تقريبًا إلا أن الكلمات التي جاءت في الكتاب تَسردُ الأحداث التي صاحبت وباء كورونا بشكل واضح ومفصل وبلغة عصرنا الذي نعيش فيه، وكأن التاريخ اختزل في هذا العصر ولم يمر به إلا هذا الوباء!! وهذا مما يناقض المنطق ويأباه العقل؛ فقد مر على العالم الإسلامي وغيره من الأمم كثير من الأوبئة والطواعين وبعضها أشد فتكاً من هذا الوباء الذي نعيشه.

٤ - بعد البحث والتحري عن أبي على الدبيزي وكتاب عظائم الدهور، اتضح أنه لا يوجد كاتب بهذا الاسم ومؤلفه ليس شخصية حقيقة بل مغمورة ومبهمة، كما أنه لا يوجد كتاب يحمل اسم عظائم الدهور.

وقد ذكر بعض المتخصصين في علوم التاريخ والتراث الإسلامي أنه لم يُسمع عن كتاب عظائم الدهور ولا عن مؤرخٍ وكاتبٍ يدعى بأبي علي الدبيزي، كما أن اللغة المستخدمة في هذا المقتطف لا تعود إلى القرنين الخامس والسادس الهجري (٣).


(١) ينظر: نقد الشعر، قدامة بن جعفر، ص (٣).
(٢) ينظر: عيار الشعر، ابن طباطبا، ص (٢١).
(٣) ينظر: موقع صحيفة اليوم السابع الإلكتروني https:// www.youm ٧.com/ story/ ٢٠٢٠/ ٤٧٠٣٩٢٠، وموقع آراجيك الإلكتروني https:// www.arageek.com.

<<  <   >  >>