(هَب فقد لَاحَ سراج الدّين ... لصَادِق مهذب أَمِين)
(فارحل على نَاجِية أمون ... تمشي على الصحصح والحزون)
فانتبهت مذعورا فَقلت مَاذَا قَالَ وساطح الأَرْض وفارض الْفَرْض لقد بعث مُحَمَّد فِي الطول وَالْعرض نَشأ فِي الحرمات الْعِظَام وَهَاجَر إِلَى طيبَة الأمينة فسرت فَإِذا انا بهاتف يَقُول
(يَا أَيهَا الرَّاكِب المزجى مطيته ... نَحْو الرَّسُول لقد وفقت للرشد)
وَأخرج ابْن الْكَلْبِيّ عَن عدي بن حَاتِم قَالَ كَانَ لي عسيف من كلب يُقَال لَهُ حَابِس بن دغنة فَبينا انا ذَات يَوْم بفنائي إِذا انا بِهِ مروع الْفُؤَاد فَقَالَ دُونك إبلك قلت مَا هاجك قَالَ بَينا انا بالوادي إِذا بشيخ من شعب جبل تجاهي كَانَ رَأسه رخمة فانحدر عَمَّا تزلى عَنهُ الْعقَاب وَهُوَ مترسل غير منزعج حَتَّى اسْتَقَرَّتْ قدماه فِي الحضيض وانا اعظم مَا أرى فَقَالَ
(يَا حَابِس بن دغنة يَا حَابِس ... لَا تعرضن إِلَيْك الوساوس)
(هَذَا سنا النُّور بكف القابس ... فاجنح إِلَى الْحق وَلَا توالس)
قَالَ ثمَّ غَابَ فروحت ابلي وسرحتها إِلَى غير ذَلِك الْوَادي ثمَّ اضطجعت فَإِذا رَاكب قد ركضني فَاسْتَيْقَظت فاذا هُوَ صَاحِبي وَهُوَ يَقُول
(يَا حَابِس اسْمَع مَا أَقُول ترشد ... لَيْسَ ضلول حائر كمهتدي)
(لَا تتركن نهج الطَّرِيق الأقصد ... قد نسخ الدّين بدين أَحْمد)
قَالَ فَأُغْمِيَ عَليّ ثمَّ افقت بعد زمن وَقد امتحن الله قلبِي لِلْإِسْلَامِ
واخرج الطَّبَرَانِيّ وَأَبُو نعيم عَن عَمْرو بن مرّة الْجُهَنِيّ قَالَ خرجت حَاجا فَرَأَيْت فِي الْمَنَام وَأَنا بِمَكَّة نورا ساطعا من الْكَعْبَة حَتَّى اضاء لي جبل يثرب فَسمِعت صَوتا فِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute