للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تنوء روافدها إذا ما ... وشاحاها على المتن جالا

فإن تصح أميمة قد تولت وعاد الوصل صرماً وأعتلالا

فقد تدنو النوى بعد إغتراب ... بها وتفرّق الحي احلالا

تعبس لي أميمة بعد أنسٍ ... فما أدري أسخطاً أم دلالا

أبيني لي فربّ أخ مصاف ... رزئت وما أحب به بدالا

أصرمٌ منك هذا أم دلال ... فقد عني الدلال إذاً وطالا

أم إستبدلت بي ومللت وصلي ... بوحي لي به ودعي المحالا

فلا وأبيك ما أهوى خليلاً ... أقاتله على وصلي قتالا

وكم من كاشح يا أم بكر ... من البغضاء يأتكل أتكالا

لبثت على قناع من أذاه ... ولولا الله كنت له نكالا

ووما يغني به من هذه القصيدة قوله:

أنا الصقر الذي حدّثت عنه ... عتاق الطير تتدخل إندخالا

رايت الغانيات صدفن لما ... رأين الشيب قد شمل القذالا

فلم يلووا إذا رحلوا ولكن ... تولت عيرهم بهم عجالا

غنّى فيه عمر الوادي خفيف رمل عن الهاشمي وذكر حبش أن فيه لإبن محرز ثاني ثقيل بالوسطى وأحسبه مضافاً إلى لحنه في أول القصيدة.

وقال الطوسي: قال أبو عمرو الشيباني: هجا معن بن جمل بن جعونة بن وهب أحد بني لقيط ن يعمر المتوكل بن عبد الله الليثي وبلغ ذلك المتوكل فترفع على أن يجيبه ومكث معن سنين يهجوه والمتوكل معرض عنه، ثم هجاه بعد ذلك وهجا قومه من بني الديل هجاء قذعاً إستحيا منه وندم.

ثم قال المتوكل لقومه يعتذر ويمدح يزيد بن معاوية:

خليليّ عوجا اليوم وأنتظراني ... فإن الهوى والهم أمّ أبان

هي الشمس يدنو لي قريباً عيدها ... أرى الشمس ما أسطعيها وتراني

* نأت بعد قرب دارها وتبدلت بنا بدلاً والدهر ذو حدثان

هاج الهوى والشوق لي ذكر حرة ... من المر حجنات الثقال حصان

غنّى في هذه الأبيات إبن محرز من كتاب يونس ولم يجنسه.

قال: سيعلم قومي أنني كنت سورة ن المجد إن داعي المنون دعاني

ألا رب مسرور بموتي أو أتى ... وآخر لو أنعي له لبكاني

خليليّ ما لام أمرؤ مثل نفسه ... إذا هي قامت فاربعا ودعاني

ندمت على شتمي العشيرة بعدما ... تغنى بها عودٌ وحنّ يماني

قلبت لهم ظهر المجن وليتني ... رجعت بفضل من يدي ولساني

على أنني لم ارمِ في الشعر مسلماً ... ولم أهجء إلا من روى وهجاني

همُ بطروا الحلم الذي من سجيتي ... وبدلت قومي شدة بليان

ولو شئتم أولاد وهبٍ نزعتم ... ونحن جميع شملنا إخوان

نهيتهم أخاكم عن هجائي وقد مضى ... له بعد حول كامل سنتان

فلجّ ومنّاه رجال رايتهم ... إذا صارموني يكرهون قراني

وكنت أمرأ يأبى لي الضيم إنني ... صرومٌ إذا الأمر المهم عناني

وصول صرومٍ لا أقول لمدير ... هلم إذا ما أغتشتني وعصاني

خليليّ لو كنت أمرأ بنى سقطه ... تضعضعت أو زلت بي القدمان

أعيش على بغي العداة ورغمهم ... وآتي الذي أهوى على الشنآن

ولكنني ثبت المريرة حازم ... إذا صاح طلابي ملأت عناني

خليليّ كم من كاشح قد رميته ... بقافية مشهورة ورماني

فكان كذات الحيض لن تبق ماءها ... ولم تنقِ عنها غسلها لأوان

ثم أنه يقول فيها ليزيد بن معاوية:

أبا خالد حنّت إليك مطيتي على بعد منتاب وهول جنان

أبا خالد في الأرض نأي ومفسح ... بذي مرة يرمي به الرجوان

فكيف ينام الليل حرّ عطاؤه ... ثلاث لرأس الحول أو مأتان

تنأت قلوصي بعد إسآدي السرى ... إلى ملك جزل العطاء هجان

ترى الناس أفواجاً ينوبون بابه ... لبكر من الحاجات أو لعوان

عن الأغاني ١١ - ١٢ مجلد سادس * * *

<<  <   >  >>