[١ - قال صاحب كتاب كليلة ودمنة: يقال من صفة الناسك الوقار والاستتار بالقنوع ورفض الشهوات للتخلي من الأحزان وترك إخافة الناس لئلا يخافهم.]
" ١ " قال عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان يصف رجلا:
نقيٌّ للدنيئة ذو اجتناب ... يخاف الله ذو فعل سديدِ
تستر بالقنوع فكان أبهى ... من الملك المؤيد بالجنود
وأقصى اللهو والشهوات عنه ... فلم يحزن على عرضٍ فقيدِ
" ٢ " وقال سالم بن أبي الجعد الأشجعي الحروري في ترك إخافة الناس:
إذا أمن الجميعُ المرءَ أمسى ... على أمنٍ وباتَ على مِهادِ
٢ - قال صاحب الكتاب: ويقال الأخلاط في الإنسان أربعة متعادية متغالبة تغذوهنَّ الحياة، والحياة إلى نفاد، كالصنم المفصلة أعضاؤه يجمعها مسمارٌ واحد، فإذا نزع المسمار تساقطت.
" ٣ " قال ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العُزى وكان في جاهليته نصرانياً حكيماً:
ويُجمع بالسكّيِّ منها صغارُها ... وما جل منها فهي لا تتفرَّق
فإن أُخِذَ السَّكّيِّ منها تبددت ... تَبَدُّدَ ظهر الماء لا يتلفقُ
٣ - قال صاحب الكتاب: يقال الجامع للأهل والأقارب بغير اقتصاد كالدُّخنة تحترق ويذهب بريحها غيرها.
" ٤ " قال شبيب الأشجعي الحروري:
وجَمعتُ من شتى حراماَ وغيره ... حلالاً لأعداء لَديَّ أقارب
فكنت يَلنجوجا أصابَ بِطيبه ... رجالاً وأرداهُ حريقُ اللواهبِ
٤ - قال صاحب الكتاب: الدُّنيا كالماء الملح الذي كلما ازداد منه صاحبه شرباً ازداد عطشاً.
" ٥ " قال عديُّ بن زيد العبادي:
مُطالبُ دُنياهُ بإتعاب نَفسه ... كواردِ ماءٍ من أجاجٍ مُكدَّرِ
فما ازداد شرباً منهُ إلا أثابَهُ ... به عطشاً يرويه في كلِّ مَصدرِ
٥ - قال صاحب الكتاب: أو كالعظم يُصيبه الكلب يجد فيه رائحة اللحم فيطلبها فتدمي فاه فلا يزداد لها طلباً الا ازداد لفيه ادماء.
" ٦ " قال الحُويدرة الذُّبياني، وكان من حكماء العرب:
إذا النابحُ العاوي أصاب معرَّقاً ... من اللحم أنحى يطلُبُ اللَّحمَ بالجدِّ
فَيُدمي به فاه وَيَطْلُبُ جاهداً ... فيزدادُ إدماءً لفيه ولا يُجدي
فلا تُجهِدنَّ في ما زواله ... وشيكٌ على قُربٍ من الدَّار أو بُعدِ
٦ - قال صاحب الكتاب: أو كاللَّعقة من العسل وفي أسفلها سُمٌ ذعاف، فلذائقها حلاوة عاجلة وفي أسفلها سم ناقع.
" ٧ " قال أبو قابوس العبادي: واحذر حلاوتها فإنَّ وراءها سُمَّا ذُعافَا
٧ - قال صاحب الكتاب: أو كدودة الإبريسم التي كلما ازدادت على نفسها لفاً ازدادت من الخروج بُعداً.
" ٨ " قال عديُّ بن زيد العبادي:
وَلا تكُ في الإلحاح في إثر فائت ... تُحاول مِنه فائتاً ليس يُطلبُ
كَصانعَةِ القزِّ التي كلما ارتدت ... بصنعتها كانت إلى اللُّبْثِ أقرَبُ
٨ - قال صاحب الكتاب: ويقال العاقل حقيق أن لا يُغفل أمر آخرته والتزود لها، فإن الموت يأتي بغتة وليس بينه وبين أحد أجل معلوم.
" ٩ " قال المتلمِّس واسمه جرير بن عبد المسيح الضُّبَعي: وأعلمُ علمَ حق غير ظن وتقوى الله من خير العتادِ لحفظ المال أيسر من بغاهُ وضرب في البلادِ بغيرِ زادٍ " ١٠ " وقال المُقَنَّعُ الكنديّ في مثله: أرى الموتَ لا يأتيك إلا فُجاءةً فلا موعدٌ مِن قبل ذلكَ يُعرفُ
٩ - قال صاحب الكتاب: ويقال العاقل يعد أبويه أصدقاء وإخوته رفقاء وأقاربه غرماء ويعد نفسه فريداً وحيداً.
" ١١ " قال أبن براقهَ الهمدانيّ:
أعُدُ قرابتي طلاب دَيْنٍ ... كما أبواي في ودِّ الصديق
ونفسي مُوحشاً فرداً وصنوي ... رفيقاً حين يؤنسُ بالرفيق
[١٠ - قال صاحب الكتاب: يقال يعد من البهائم من لم يكن له همة إلا بطنه أو فرجه من كان.]
" ١٢ " قال الحُطَيئة وهو جرول العبسي: وإنكَ للثور الذي لا يعوقه سوى بطنه فيما يُحاول شاغل
١١ - قال صاحب الكتاب: ويقال من عاش غير خامل ذا فضل على نفسه واصحابه فهو وان قلَّ عمره طويل العمر.
" ١٣ " قال بِشر بن أبي خازم الأسدي: