[٦٣ - قال صاحب الكتاب: ويقال الغادر مأخوذ بغدره وإن قصرت عنه عقوبة العاجل لم تقصر عنه عقوبة الآجل حتى إن العقوبة قد تدرك الأعقاب وأعقاب الأعقاب.]
" ٨٥ " قال أبن درماء العبدي بن غطفان وكان حصن ومحصن وافياً سيابة بن سيابة متخلفاً عن ركب كان فيهم فقتلاه وأخذا منه ما كان معه فأثريا به وأورثاه عقبهما حصن بن عامر بن محصن وكان ذا ندام وإخوان فقعد به الدهر حتى ضرب به المثل:
أتعجبُ مِما قد رماك به الدهر ... وأنك بعد اليُسر عادَ بِكَ العُسرُ
ألم تُنبَ عن جدَّيك والغدر منهما ... بسيابة في حين خلَّفهُ السَّفرُ
فنالا به حظاً وأدركت بالذي ... أصاباه من غدرٍ ألا قُبحَ الغدرُ
[٦٤ - قال صاحب الكتاب: ويقال من كان ذا عقل كان على إماتة حقده أحرص منه على تربيته.]
" ٨٦ " قال الزر بن نصر الأزدي:
لعمرُكَ ما الزاكي المُثمِّر حِقدهُ ... ولكن مميت الحقد أزكى وأربحُ
٦٥ - قال صاحب الكتاب: ويقال الأقدار وإن كانت مقدورة فليست تمنع الحازم من توقي المخوف والاحتراس مما يحترس منه. ولكنه يجتمع تصديقاً بالمقدور وأخذاً من قبل ذلك بالحزم.
" ٨٧ " قال نهشل بن خويلد العبدي:
ولم أجعل المقدور للعجزِ علَّةً ... ولا أنني كذبت جبر المقادير
ولكن بحذر حازمٍ كنتُ حارساً ... خليل الذي يخشى اغتيال المغادر
فلا تُعط للمقدور بالكف ضلَّةً ... وكن حذراً فالحذرُ فوزُ المُحاذِرِ
[٦٦ - قال صاحب الكتاب: ويقال الفاقة بلاء والسقم بلاء والغربة بلاء ورأس البلاء الهرم.]
" ٨٨ " قال بعض المعمرين:
لا تعذُلاني فمثلي اليوم لم يُلمِ ... بُليتُ مُغترباً بالسُّقمِ والعَدَمِ
هذا البلاءُ وأبلى منه نائبةٌ ... رَمَت صفاتي على الأيام بالهرمِ
٦٧ - قال صاحب الكتاب: ويقال ليس أحد أعلم بما في نفس المُوجع الحران ممن ذاق مثل ما به.
" ٨٩ " قال المُؤمِّل بن أميل المُحاربي:
وصفْتُ الذي بي للطبيب من الهوى ... فما كان من جهلٍ بما قُلتُ يفهمُ
وما وصف الأوجاع قبلي مُتيمٌ ... فيعرف ذاك الوصف إلا مُتيمُ
كما أن هذا موجعُ القلبِ مُغرمٌ ... كذلك هذا مُوجعُ القلبِ مُغْرَمُ
٦٨ - قال صاحب الكتاب: ويقال لا خير فيمن لا يستطيع كتمان ما في نفسه وإماتته حتى لا يذكر منه شيئاً بل لا يكون له في نفسه موقع.
" ٩٠ " قال حاتم الطائي:
سأطوي حديثَ النفسِ حتى أُميتَهُ ... وأستُره لو أستطيعُ عن القلبِ
٦٩ - قال صاحب الكتاب: ويقال العاقل لا يخيف أحداً ما استطاع ولا يقيم على خوف وهو يجد مذهبا.
" ٩١ " قال أعشى بني قيس بن ثعلبة:
تُقيمُ على خوفٍ وإنك قادرٌ ... على هربٍ منهُ لأنك جاهلُ
وتأمن يوماً فالوريدُ وغيرهُ ... يخافان منك الغدر فيما تُحاولُ
ألا ثكلتك الأمُّ بل هي إذ ثوت ... تراك سليماً يا ابن عفان ثاكلُ
٧٠ - قال صاحب الكتاب: ويقال خلال من لزمهن بلغنه ما يريد وقربن له البعيد وآنسنه في الوحشة وعرفنه في الغربة وليَّنَّ له المعيشة وأكثرن له الإخوان: كف الأذى وحسن السيرة وسعة الخلق وحسن الأدب والاقتصاد في العمل ومجانبة الريب.
" ٩٢ " قال مرداد بن عائل الإيادي أحد المعمرين:
إذا أنت عاشرت الملا يا ابن سلهب ... معاشرة الأبرار لم تَعْدَمِ الفضْلا
ونِلت الذي حاولت من كلِّ خطَّةٍ ... ولين معاشٍ لا تخافُ لهُ هُزلا
وقرِّبت عن بعدٍ وأونست مُوحشاً ... وزادك في الأخيار تغنى به نُبلا
وذاك تُقى الرحمن فالبس ثيابها ... وكُن لذوي الحاجات في حاجهم سهلا
وكُفَّ الأذى عن ذي الجوار وغيره ... وقصدك في الأعمالِ واجتنبِ البُخلا
ولا تصحبنْ ذا ريبةٍ في محجةٍ وجانب أخا الفحشاء واستصحب العدلا
٧١ - قال صاحب الكتاب: ويقال شر الأمور التي لا تتفق وشر الأزواج التي لا تواني وشر الولد العاصي وشر الإخوان الخاذل وشر الملوك الذي يخافه البريء وشر البلاد بلد لا أمن فيه.