للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لئن إضتَ ميتاً لم تُعمركَ مُدةٌ ... لأنت الذي يُحييك في الغابِرِ الذكرُ

[١٢ - قال صاحب الكتاب: من كان عيشه في ضيق ووحدة وقلة خير على نفسه وعلى الناس فهو وان طال عمره قصير العمر.]

" ١٤ " قال جرير بن خَرقاء العجلي في المُيسر بن يَسارِ المذحجي:

لئن كنت ذا مال ضنيناً مُذممَّا ... يُمدك عُمرٌ في الحياة طويلُ

فأنت قصيرُ إذ أنت سبةٌ ... ومشتمةٌ في الغابرين بخيل

١٣ - قال صاحب الكتاب: الارتفاع من ضعة المنزلة إلى شرفها عسير. والانحطاط من شرفها إلى ضعتها يسير، ومثل ذلك مثل الحجر الثقيل الذي رفعه من الأرض إلى العانق عسير، وطرحه من العانق إلى الأرض يسير.

قال أبن أساف:

رُقِيُّك من دنيء الأمر تسمو ... إلى شرف تحاوله عسيرُ

كمثل الانحطاط من المعالي ... إلى ضعة فمطلبُها يسير

١٤ - قال صاحب الكتاب: لا يواظب على باب السلطان أحد فيطرح عنه الأنفَ ويحتمل الأذى ويكظم الغيظ ويرفق بالناس الا بلغ حاجته من السلطان.

" ١٦ " قال أبن عُرْفُطَة الضبعي:

إذا أنت لم تأنف وأغضيتَ مُقلةً ... وكنت لما يؤذي الورى متجنبا

وتحملُ ما يؤذي وتكظمُ صابراً بلغتَ من السلطان ما شئت مطلبا

[١٥ - قال صاحب الكتاب: ويقال في أمور ثلاثة لا يجترئ عليها الا أهوج ولا يسلم الاقليل؛ صحبة السلطان وركوب البحر وشرب السم للتجربة.]

" ١٧ " قال عَبدُ بالثقفي:

مُصاحبُ سلطان وراكب لُجة ... سواءٌ إذا حصلتَ والشاربُ السُّمَّا

١٦ - قال صاحب الكتاب: ويقال شبهت العلماء السلطان بالجبل الصعب الذي فيه جميع الثمار الطيبة وهو معدن السباع وجميع الهوام. فالارتقاء إليه عسير والمُقام فيه أعسر.

" ١٨ " قال أبو مسكين مولى عبد الله بن الزُّبير له:

سَموتَ إلى أمرٍ يعزُّ طلابُهُ ... كما عزت الأثمار في جبلٍ وعر

مَهايعُهُ وعرٌ فما يستطيعها ... وُلوجاً على حال أبا لسةُ السفر

ولو قطعُوها لم يُطيقوا معرساً ... وغالهم غُثْر السباعِ مع البَبرِ

١٧ - قال صاحب الكتاب: ويقال لِنْ للعدو حتى تمكن الفرصة. فإن مثل ذلك مثل الريح العاصف لا تضر الصغير من النبات وتقصم العظيم من الشجر.

" ١٩ " قال قيس بن زهير العبسي:

لِنْ للعدوِّ ودارهِ كي تُخاتلهُ ... عن فُرصةٍ منه والأشياءُ بالفُرَصِ

" ٢٠ " وقال المرار بن سعيد الأسدي:

الرِّيحُ تعصف بالبقلِ الرطيب فلا ... يخشى هلاكاً وتُردي الجذع ذا العِظَمِ

١٨ - قال صاحب الكتاب: يقال من سكرات السلطان الرضا عمن يستوجب السخط والسخط عمن يستوجب الرضا. ولذلك قيل خاطر من لجَّجَ في البحر وأشد منه مخاطرة من صحب الملوك بغير أدب.

" ٢١ " قال يزيد بن الطثرية:

سَخِطْتَ ولم أذنب وترضى مُخالفاً ... كأني أخو ذنبٍ ففعلُكَ مُعجِبُ

فلو زُرْت مَلكاً غير مخاطر ... وإن كنتُ أدنى واصلاً وأقرِّب

ولو أنني لججْتُ في البحر عائماً ... على خطرٍ في لُجَّةٍ أتسربُ

لكنت على ودِّيكَ فيما تسومني ... مُخاطرة في الناسِ من دينِ أعجبُ

١٩ - قال صاحب الكتاب: ويقال من ضَمَّ الدر والياقوت بالرصاص فليس ذلك تقصيراً بهما ولكنه جهل ممن فعله.

" ٢٢ " قال أبو مسكين:

لَعَمري لما قصرتَ بي إذ هجوتني ... ولكن بجهلٍ من فِعالِكَ شائِنِ

٢٠ - قال صاحب الكتاب: ويقال لا تحقرن رجلاً صغير المنزلة فان الصغير ربما عظم وبلغ، كالعَقَب من الميتة يؤخذ فيعمل منه القوس والوتر والترس فيحتاج إليه الملك في بعض حالاته من لهو أو بأس.

" ٢٣ " قال مولد بني جوين يريد به مولاه:

ومُستَصْغِرٍ مِثلي بجهل تملُّكٍ ... وقلة عِلمٍ بالرجال وبالصحبِ

وَرُبَّتَمَا يحتاجُ ذو المُلك صاغراً ... إلى عظم ميت في السرور وفي الحرب

إلى مُديةٍ لولا النصابُ لما أتت ... هواهُ إلى جدٍّ من الأمر أو لعب

٢١ - قال صاحب الكتاب: ويقال العاقل لا يدع استشارة عدو إذا كان ذا رأي في الأمر الذي يشركه في ضره أو نفعه.

<<  <   >  >>