للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن كان في غير الإله إخاؤه ... تقطَّع مِنه الحبل وهو متين

٤٨ - قال صاحب الكتاب: ويقال الكريم يود عن لقائه مرة واحدة ومعرفة يوم، واللئيم لا يصل أحداً إلا عن رغبة أو رهبة.

" ٥٩ " قال زياد بن عصام الكلبي:

وداد الكريم عن لقاء وموقف ... أبرُّ وأزكى من إخاء لئيمِ

وإن كان لا ينفك خدناً مُساعداً ... فما مثله لي بالوفاء زعيمُ

٤٩ - قال صاحب الكتاب: ويقال أهل الدنيا يتعاطون فيما بينهم خلتين يتواصلون عليهما: ذات النفس وذات اليد. فالمتعاطون ذات النفس هم الأصفياء المتخالطون وأما المتعاطون ذات اليد فهم المتعاونون المتعاضدون الذين يلتمس بعضهم الانتفاع ببعض.

" ٦٠ " قال سَمُرةُ بن معقل الأشعري:

تلاءم شملنا عن ذات نفس ... وصحة نية وصفاء ودِّ

ولم نكُ كالذين لغير وُدٍّ ... تعاطوا ذات أيديهم بحمد

يُعاضد بعضهم بعضاً رجاءً ... لنفعٍ حين يعضُدُ لا لعهد

[٥٠ - قال صاحب الكتاب: ويقال من كان إنما يصنع المعروف التماس الجزاء فإنما مثله مثل الصياد يبذل من إلقائه الحب للطير لا يريد به نفعها ولكنه يريد بذلك نفع نفسه.]

" ٦١ " وقال حرملة العوفي: إذا كنت مني تبتغي لا محالة جزاء الذي أوليتني يا مجالد

فأنت وعلافُ الخروف لذبحه ... من السُّمْسُمِ المقشورِ بالإربِ واحد

٥١ذ - قال صاحب الكتاب: ويقال عن علامة الصديق أن يكون لصديق صديقه صديقاً ولعدو صديقه عدواً.

" ٦٢ " قال:

أُواصل من وصلت من الأنام ... وأرمي بالعداوة من تُرامي

وأحفظ من صديقكَ مثل حفظي ... إخاءكَ في المسير وفي المقام

" ٦٣ " وقال غيره: إذا والى صديقك من تُعادي فقد عاداك وانقطع الكلامُ

[٥٢ - قال صاحب الكتاب: ويقال الخرس خير من البيان بالكذب والعي خير من الهذر والفاقة خير من السعة من أموال الناس والحرص والشره يؤديان أصحابهما إلى البلاء.]

" ٦٤ " قال رفاعة الفقعسي:

لعيُّك أحجى من مقالك هاذراً ... خَناءً وزوراً فاتعظ سبَّ مُسلِمِ

وللفاقة السوءَاءُ خيرٌ من الغنى ... بمال العباد عن حرام مُحرَّمِ

" ٦٥ " وقال الباهلي النصر بن المخيس النصري: أتغضي على حرص وتشره مُعلناً رويدَكَ فانظر ما إليه تؤوب

[٥٣ - قال صاحب الكتاب: ويقال لا حسب مثل الخلق ولا غنى مثل القنوع وأحق ما صبر عليه ما ليس إلى غيره سبيل.]

" ٦٦ " قال امرؤ القيس بن حُجر:

ذريني إنما حسبي فعالي ... وحُسْنُ تجملي في كلِّ حالِ

وصبري للذي لا بُدَّ مِنهُ ... إذا كاعَ الصبورُ من الرجال

وإني ذو الغنى بقنوعِ نفسٍ ... تعاف الضيمَ في ذُلِّ السؤالِ

[٥٤ - قال صاحب الكتاب: ويقال يختبر ذو البأس عند اللقاء وذو الأمانة عند الأخذ والإعطاء والإخوان عند النوائب والأهل والولد عند الفاقة.]

" ٦٧ " قال أعشى بني جعدة لعبادة الخفاجي:

بَلَوْنَكَ والمذكور أنت فلم نجد ... لبأسك لما أن بَلَوناكَ مِصدَقا

" ٦٨ " وقال عروة العبسي يعتب على بعض بني زياد: وكنتُ أخي والدهرُ مُرخٍ سُدولهُ عليَّ فلما نابني بالمغائظ

تبرأت مني واستترت بعلة ... وما هكذا أهل الوفا والحفَائِظِ

" ٦٩ " وقال حوط بن الأثعل الطائي:

وكنتَ أميناً عندنا حين لم تكن ... تعاملُ بالإعطاء والأخذ يا عمرو

فكشف منك الأخذ أخوَنَ خائنٍ ... وأغدر من أمسى يُقال به غَدْرُ

" ٧٠ " وقال أوس اليشكري في بنيه، ويذم بني أخيه طفيل:

بلوتكم لدى عُسري ويُسري ... مبنّاً كُنتُ أو غير المُبِنِّ

فكنتم حيث آمل أن تكونوا ... مُساعدة على الزمنِ المُعَنِّي

ولاقى عند فاقته طُفيلاً ... بنوه بالتكذُّب والتظنِّي

[٥٥ - قال صاحب الكتاب: ويقال قلما ظفر أحد ببغي وقلما حرص على النساء فلم يفتضح وقلما أكثر الطعام فلم يتخم وقلما ابتلي بوزراء السوء فلم يهلك.]

" ٧١ " قال عمرو بن مالك الفزاري في البغي في حرب داحس:

بغينا فلم نظفر وكنا عصابةً ... لنا قوةٌ من ثروةٍ ورجال

<<  <   >  >>