للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن الفقير ظنينٌ كان فما ... ينفكُّ يرمى وإن لم يجنِ بالتُّهمِ

٩٧ - قال صاحب الكتاب: ويقال إذا افتقر الرجل اتهمه من كان له مؤتمناً وأساء به الظن من كان يحسنه فيه فان أذنب غيره اتهم وكان لسوء الظن موضعاً.

" ١٣٨ " قال عرزم الغِفاري أيضاً:

وكنتُ مُصدقاً في كلِّ أمرٍ ... أميناً ما غضبتُ وما رضيتُ

أزكى حين أذكر في فريقٍ ... وأحمدُ إن بَعُدتُ وان دنوتُ

وذاك ليالي الإثراء متِّي ... على أني الضنينُ بما حويتُ

فلما اجتاح مالي ريبُ دهري ذُممت بحيثُ في بلدٍ ثويتُ

فصرت لسوء ظنَّةِ من رماني ... ومُتهمي الظنين بما رُميتُ

٩٨ - قال صاحب الكتاب: ويقال ليس في الغني من خلة تحمد إلا وهي في الفقير تذم. فإن كان الفقير شجاعاً قيل أهوج، وأن كان جواداً قيل متلاف، وان كان حليماً قيل ضعيف، وان كان صموتاً قيل عيي، وان كان لسناً قيل مهذار.

" ١٣٩ " قال ابن رعلاء الغساني: يُشانُ القليلُ الوفر في الناسِ بالذي يُزان به ذو المال وهو ذميمُ

فيُمدَحُ من قول وفعلٍ بكلِّ ما ... يُذمُّ به ذو الفقر وهو كريمُ

[٩٩ - قال صاحب الكتاب: ويقال الفاقة تعدل الموت بل الموت خير من الفاقة التي تضطر صاحبها إلى المسألة ولا سيما أن تضطره إلى مسألى اللئام.]

" ١٤٠ " قال ابن رعلاء الغساني ايضاً:

ليس من مات فاستراح بميت ... انما الميتُ ميتُ الأحياءِ

إنما الميتُ من يعيش شقياً ... كاسفاً بالهُ قليل الرَّجاءِ

من أناسٍ يمصصونَ شهاداً ... وأناسٍ حُلوقهُم في الماءِ

١٠٠ - قال صاحب الكتاب: ويقال لإدخال الكريم يده في فم التنين فيستخرج منه سماً قانلاً يقتات به أحب عليه من مسألة اللئيم الأنوك.

" ١٤١ " قال المساور بن هند بن قيس بن زُهير العبسي:

لأكلي من فريسة ليث غابٍ ... مُساوره عليها في مُقامِ

أحَبُّ عليَّ خطباً حين أبلى ... وأهون من مُطالبة اللئام

[١٠١ - قال صاحب الكتاب: ويقال من ابتلي بفرقه الإخوان والأحبة والغربة وابتلي بفاقة تضطره إلى المسألة فالحياة له موت وفي الموت له راحة.]

" ١٤٢ " قال معبد بن حُمران التميمي ومات بكابُل هارباً من الحجاج وكان من كبار أصحاب ابن الأشعث:

وفارقتُ أحباباً وإخوان لذةٍ ... وشطتْ بي الدارُ التي كنتُ أنزلُ

أخا فاقةٍ تضطرُّ أن أسأل الورى ... فأين مُقامي أو إلى أين أرحلُ

فعيشي موتٌ والمماتُ فراحةٌ ... لمثلي في الترحالِ أو حيثُ ينزلُ

١٠٢ - قال صاحب الكتاب: ويقال العداوة الباطنة الظاهرة الصداقة أشد ضرراً من العداوة الظاهرة.

" ١٤٣ " قال عياض بن غنم التغلبي في عبد الملك بن مروان ينذره عداوة زُفر بن الحارث الكلابي:

يُكاشرُ بالصداقة وهو أعدى ... من الشيطان للرجُلِ التقيِّ

وذاك أضرُّ من مُبدٍ بغيظ ... عداوته من المخفي الوليِّ

وما أنت المعلمُ بل عليمٌ ... فدونك حزم ذي الرأي الأبي

[١٠٣ - قال صاحب الكتاب: ويقال العاقل يفي لمن صالح بما جعل له ولا يثق لنفسه بمثل ذلك من عدوه الذي لا تؤمن غائلته في بعد ولا قرب ويحترس منه كيف كان وما استطاع.]

" ١٤٤ " قال جرير:

كُن ذا وفاءٍ لمرءٍ قد شددت له ... حبلاً بعقد ومن عاهدت من أحد

ولا تثق بالعدى في مثلها أبداً ... في حيث خيمت في قربٍ وفي بُعُدِ

[١٠٤ - قال صاحب الكتاب: ويقال العاقل إذا رجا نفع العدو اظهر له الصداقة، وإذا خاف ضرره أظهر له العداوة.]

" ١٤٥ " قال ذو الرمة:

ذو العقل يُظهرُ وداً للعدو على ... نفع يُرجيه فعل الحازم الخَدعِ

وإن تخوف ضُراً منه نابذه ... من العداوة بالمستفظع البشعِ

١٠٥ - قال صاحب الكتاب: ويقال ربما قطع الصديق صديقه الذي كان يصله فلا يخاف غائلته لأن أصل أمره لم يكن مبتدئاً عن عداوة.

" ١٤٦ " قال الأخطل:

عتبت عليه فنابذته ... على غير حقدٍ له كامن

فلم يخش غائلتي غائباً ... ولم أخشهُ ظنة الآمن

<<  <   >  >>