وفيه أيضاً: لا ينبغي أن يكون الفاضل من الرجال إلا مع الملوك مكرماً أو مع النساك متبتلاً كالفيل لا يحسن أن يرى إلا في موضعين: في البرية وحشياً أو للملوك مركباً.
فإن المال وسائر متاع الدنيا سريع إقباله إذا أقبل وشيك إدباره إذا أدبر كالكرة فإن ارتفاعها وإقبالها وإدبارها ووقوعها سريع.
١٦٠ - لا يزال المرء مستقلاً ما لم يعثر فإذا هو عثر لج به العثار ولو مشى في جدد.
لقد صدق القائل الذي يقول: لا يزال الرجل مستمراً حتى يعثر. فإذا عثر مرة واحدة في أرض الخبار لج به العثار وإن مشى في جدد.
وقد كان يقال: من غالب الملك الحازم الأريب المصنوع له الذي لا تبطره السراء ولا يدهشه الخوف فإن حينه يجدر به.
وويل لمن ابتلي بصحبتهم (الملوك) فإنهم لا حميم لهم ولا حريم ولا يحبون أحداً ولا يكرم عليهم إلا أن يطمعوا عنده في غناء فيقربوه عند ذلك ويكرموه. فإذا قضوا منه حاجتهم فلا ودّ ولا حفاظ. ولا الإحسان يجزون به ولا الذنب يعفون عنه.