للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

احذر أَن تكون ثَنَاء منشورا وعيبا مَسْتُورا أمس أجل وَالْيَوْم عمل وَغدا أمل حرَام على قلب محب الدُّنْيَا ان يسكنهُ الْوَرع وَحرَام على عَالم لم يعْمل بِعِلْمِهِ أَن يتخذوه المتقون إِمَامًا إِلَيْك أَشْكُو بدنا غذي بنعمك ثمَّ توثب على مَعَاصِيك الْمُؤمن إِذا زَاد سخاؤه وَإِذا زَاد عمره زَاد اجْتِهَاده اجْمَعْ عقلاء كل أمة أَنه من لم يجر مَعَ الْقدر لم يهنأ بعيشه معاشر الْفُقَرَاء إِنَّمَا عَرَفْتُمْ بِاللَّه وَإِنَّمَا مكرمون لله فَإِذا خلوتم بِهِ فانظروا كَيفَ تَكُونُونَ مَعَه عَلامَة إِعْرَاض الله عَن العَبْد أَن يشْغلهُ بِمَا لَا يعنيه الطَّرِيق إِلَى الله مسدود على الْخلق إِلَّا على الْمُتَّقِينَ أول وصال العَبْد للحق هجرانه لنَفسِهِ وَأول هجران العَبْد للحق مواصلته لنَفسِهِ إِذا نزل بك أَمر من الله فَاسْتعْمل الرِّضَا فَإِن لم تَجِد إِلَى الرِّضَا سَبِيل فَاسْتعْمل الصَّبْر فَإِن لم تَجِد فَعَلَيْك بالتحمل من علم أَن الله هُوَ الضار النافع أسقط مخاوف المخلوقين اتَّقوا الناجد من الْعلمَاء وَالْجَاهِل من الْعباد فَإِنَّهُمَا فتْنَة لكل مفتون يَا عجبا لمن لم ير محسنا غير الله كَيفَ لَا يمِيل بكليتيه إِلَيْهِ إِذا بَكت عين الْخَائِفِينَ فقد بَايعُوا الله بدموعهم إِنَّمَا حملا كَلَام السّلف فِي مذاق الأسماع وعظمت فِيهِ الْبركَة وَحسن بِهِ

<<  <   >  >>