للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعلمُونَ ظَاهرا من الْحَيَاة الدُّنْيَا وهم عَن الْآخِرَة هم غافلون أهل المشاغل بالدنيا وَزينتهَا عَن ذكر رَبهم ساهون لاهونا لَو أَنهم قنعوا مِمَّا يبلغهم لعجلوا رَاحَة مِمَّا يقاسونا تفوت ذِي الدَّار الْأُخْرَى وَهِي فانية يَا ويل عشاقها مِمَّا يلاقونا لَا دَارهم فِي الدَّهْر بَاقِيَة كلا وَلَا هم لما فِي الدَّهْر باقونا

اسباب الْغَفْلَة

اغتنم مواسم الأرباح فقد فَاتَت أسواقها وداموا مَا دَامَت أَبْوَاب التَّوْبَة مفتحة فقد حَان إغلاقها وانتهزوا فرْصَة الْيَسَار فِي دَار الْقَرار ففد آن من أقمار الْأَعْمَار محاقها وَبَادرُوا هجوم الْآجَال فشمس الْمنية قد أزف إشراقها وَأَعدُّوا ليَوْم الْحساب صَوَاب الْجَواب فَإِنَّمَا يُحَاسب الخليقة خلآقها واغوثاه بِاللَّه من ثقل هَذَا الرماد مَا أخوفنا أَن تستمر غفلتنا إِلَى يَوْم التناد أعظم الْأَسْبَاب فِي توليد الْغَفْلَة أَمْرَانِ أَحدهمَا امتلاء الْبُطُون وَالْآخر معاشرة الباطلين فَعَلَيْك بِالْجُوعِ وَالْعُزْلَة إِن أردْت الْعتْق من رق الْغَفْلَة إِذا أردْت أَن يعتزلك النَّاس فاصمت عَن محادثتهم فَإِن أَكثر مواصلات النَّاس بَينهم بالْكلَام فَمن صمت عَنْهُم اعتزلوه لَا أضرّ على العَبْد أَمريْن غفلته عَن ذكر الله وَمُخَالفَة لأمر الله

<<  <   >  >>