هذي صِفَات الذَّاكِرِينَ ونيلها صَعب المرارة على النُّفُوس وشامع فتتبلوا للذّكر وانتدبوا لَهُ فالذكر درع فِي الكريهة مَانع وَمَتى عقلتم فاعلموا وتحققوا ان الْعَدو على حماكم طالع اللَّهُمَّ نور بصائرنا بِنور هدايتك حَتَّى نَنْظُر بِعَين الِاعْتِبَار فِي عجائب صنعتك فكم قد فطرت من بَدَائِع النسم وابرزت الى الْوُجُود من بَحر الْعَدَم فنشهد ان لَا اله الا انت كَمَا وحدت نَفسك فِي قديم الْقدَم وحدوا لله معشر العارفينا فلتوحيده الشواهد فِينَا وصفوه بِكُل مَا هُوَ اهل ان تَكُونُوا بِهِ واصفينا واذا مَا رجوتموه فكونوا مِنْهُ ايضا مَعَ الرجا خائفينا وبأبواب بره لَا تزالوا فَوق اقدام شكره واقفينا لِتَكُونُوا من بَحر معروفه الزاجر مهما اردتم غارقينا
جَزَاء المنقطعين
الى الله يلْزم العَبْد منابات عبد مثله مترددا بسعيه اليه عاكفا بخدمته عَلَيْهِ فَلَا يلبث ان يعرف حق ملازمته وبحقه بألطاف كرامته فَكيف لمن انْقَطع الى الله الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَات والارض وَمَا بَينهمَا وَمَا تَحت الثرى لقد حَاز الْمُنْقَطع الى الله كنوز الْغنى وفاز الطَّالِب من الله بُلُوغ المنى