للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تَقْصِيره وَقت حُلُول رمسه حِين لَا يحصد حاصد إِلَّا مَا زرعه وَلَا يجني جَان إِلَّا من غرسه كَيفَ تقبل من الْمُقَصِّرِينَ الْأَعْذَار وَقد بدلُوا نعْمَة الله كفرا وَأَحلُّوا قَومهمْ دَار الْبَوَار فإياكم أَن تَفِرُّوا من الْعَدو فكم قد كسا الْفِرَار أَهله من لِبَاس الْعَار أما سَمِعْتُمْ كَلَام من اخْتصَّ بِكَلَامِهِ صَفِيَّة المختاريا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِذا لَقِيتُم الَّذين كفرُوا زحفا فَلَا تولوهم الأدبار لَو صرت مُجَاهدًا وَقت مُطَالبَة النَّفس ومحاربة الشَّيْطَان لرأيت من نصر الله الْعجب وَلَكِنَّك انقلبت يَوْم الفرارإلى حَيَاة الخزي والعار فبئست الْحَيَاة وَبئسَ المنقلب ربحت الخزف وَالْحجر وخسرت الْجَوْهَر وَالذَّهَب أما سَمِعت كَلَام الْعَزِيز الغفاريا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِذا لَقِيتُم الَّذين كفرُوا زحفا فَلَا تولوهم الادبار رضيت بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا من الْآخِرَة وخسرت الصَّفْقَة الرابحة وربحت الصَّفْقَة الخاسرة كَيفَ طابت نَفسك أَن تكون ظهيرا لفئة النَّفس على فِئَة الْقلب وَفِئَة الْقلب مُؤمنَة وَفِئَة النَّفس كَافِرَة كَيفَ اخْتَرْت لنَفسك ان يُقَال جبان فرار اما سَمِعت كَلَام من لَهُ الْعِزَّة والاقتداريا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِذا لَقِيتُم الَّذين كفرُوا زحفا فَلَا تولوهم الأدبار الْعين مِنْهَا الدُّمُوع تنهمر والحزن باد وَالْقلب منكسر وَالدّين وَالْملك قد يضيع من ركبهما مَا يعمى بِهِ الْبَصَر لَيْسَ العجيب يعمى الْعُيُون وَقد نظرت أمرا يعمى بِهِ الْبَصَر الْملك تدعمه الحراب فَلَا يبْقى عَلَيْهِ التحدي وَلَا يذر فِي كل قطر زاحفة نَار فَلَا سدوا لَهَا شرر أَيْن تَوَجَّهت قد رَأَيْت من الْبلَاء مَالا يطيقه الْبشر مَا لجنود الْإِسْلَام قد زحفوا هَل يدْفع الْمَوْت مِنْهُم الحذر مَا لجَمِيع الْإِسْلَام مَا خَرجُوا إِلَى الْجِهَاد الَّذِي أمروا

<<  <   >  >>