للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَلا رجل كريم الطباع يعزم عَزمَة البطل الشجاع يوطن نَفسه على صَبر شناعة ويبذل فِي غسل عاره بِأخذ ثأر حميد الِاسْتِطَاعَة ويكف أَلْسِنَة الشامتين بِهِ عَن هَذِه الشناعة فَلَقَد سمع بمصيبتنا مَعَ عدونا سامع الْإِنْس وَالْجِنّ إِلَى قيام السَّاعَة وَهَذَا جَزَاء من سلك طَرِيق الْمعْصِيَة وتنكب طَرِيق الطَّاعَة يَا وَيْح من نزل الْعَدو بِهِ فَلم يملك نزاعه فأزاحه عَن ارضه حَتَّى لقد اخلى رباعه وسبى الْحَرِيم بعد ان بلغ الفضيحة مِنْهُ بَاعه من كل وَجه مصونة كالبدر قد هتكوا أقناعه أَيْن الحمية والأبية والشهامة والشجاعة كل قربَة تتقرب بهَا إِلَى رَبك هِيَ قلعة من قلاع دينك والعدو مُجْتَهد فِي كل وَقت وعَلى كل حَال فِي حِصَار قلاعك بِالرِّجَالِ والحبال فَكل طَاعَة يُفْسِدهَا عَلَيْك فَهِيَ حصن من حصون دينك انتزعه من بدنك وَأَنت من استيلائه على حصونك تَقول لَا بَأْس عَليّ مَا دمت آكل وأشرب وأجيء وأذهب وَهل الْبَأْس أَلا تكون هَارِبا من عَدوك من كل مهرب قد ضيق عَلَيْك كل مَذْهَب وكدر كل مشرب كلما ضربت مَعَه رَأْسا كَانَ عَلَيْك اظهر وَلَك أغلب شرقوا وغربوا مَا من الْمَوْت مهرب كَيفَ ينجو الْمَطْلُوب بالسير وَالله يطْلب وَيَمُوت تَحت السيوف كراما أَو تغلبُوا مالرأي بَقَاء غير أَن تستعدوا وتغضبوا إِن هَذَا الْفِرَار عَار وَله الرب يغْضب

<<  <   >  >>