للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَذَلِك قَوْله فَلَا أقسم بمواقع النُّجُوم وَقيل بل كَانَ فِي كل سنة يستنسخ من اللَّوْح الْمَحْفُوظ فِي لَيْلَة الْقدر مَا تحْتَاج إِلَيْهِ الْأمة فِي تِلْكَ السّنة فيكتبه السفرة فِي هَذِه اللَّيْلَة كَمَا قَالَ تَعَالَى فِيهَا يفرق كل امْر حَكِيم وَإِنَّمَا سميت هَذِه اللَّيْلَة لَيْلَة الْقدر لِأَن الله تَعَالَى يقدر فِيهَا امْر السّنة إِلَى السّنة الْأُخْرَى أَحْكَام بِلَاده وعباده وَكَذَلِكَ عظم الله اجرها بقوله وَمَا أَدْرَاك مَا لَيْلَة الْقدر تعجيبا لنَبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من جلال قدرهَا ثمَّ نبه على شرفها وفضلها فَقَالَ لَيْلَة الْقدر خير من ألف شهر قَالَ مُجَاهِد قِيَامهَا وَالْعَمَل فِيهَا خير من قيام ألف شهر ثمَّ قَالَ تَعَالَى تنزل الْمَلَائِكَة وَالروح فيهاالروح هُوَ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام يهْبط جِبْرِيل وَالْمَلَائِكَة إِلَى أَرض الْقدر بِإِذن رَبهم أَي بأَمْره ينزلون كَمَا قَالَ تَعَالَى عَن الْمَلَائِكَة وَمَا نَتَنَزَّل إِلَّا بِأَمْر رَبك قَوْله من كل أَمر أَي ينزلون بِكُل أَمر من الْخَيْر وَالْبركَة لصوم شهر رَمَضَان وَفِي قَوْله سَلام هيأمران أَحدهمَا انها لَيْلَة سليمَة من كل آفَة وعاهة وبلاء وفتنة حَتَّى مطلع الْفجْر أَي إِلَى مطلع فجرها الثَّانِي ان الْمَلَائِكَة إِذا مروا بِمُؤْمِن أَو مُؤمنَة فِي الصَّلَاة سلمُوا عَلَيْهِ من ربه يَقُولُونَ سَلام عَلَيْك يَا مُؤمن تصيب كَذَا وَكَذَا من الْخَيْر يخبرونه بِمَا سيلقى فِي سنته حَتَّى يقولواله وَأَنت متزوج فُلَانَة وَلَا يسلمُونَ على مدمن خمر وَلَا سَاحر وَلَا كَاهِن وَلَا مصر على الزِّنَا

<<  <   >  >>