جَاءَنَا بِهِ عَن الله المُرْسَلُونَ فَمن عمل بِالظَّاهِرِ الْمُعْتَاد واهمل الْبَاطِن المُرَاد فَلَيْسَ هُوَ من أَوْلِيَاء الْأَلْبَاب لِأَنَّهُ اشْتغل بالقشر عَن اللّبَاب رب قَائِم لَيْسَ من قِيَامه إِلَّا السهر والتعب وَرب صَائِم لَيْسَ لَهُ من صِيَامه إِلَّا الظمأوالتعب فَأمنُوا إِلَى ظَاهر الشَّرِيعَة بَاطِن الْحَقِيقَة واسلكوا مَعَ السالكين إِلَى الله أَحْمد الطَّرِيقَة وافطموا هَذِه النُّفُوس عَن سوء الرَّضَاع فَإِنَّمَا شرعت لكم الطَّاعَات انقلكم عَن ردي الطباع إِلَى مَتى أكلا وشربا ونوما فقد آن ان تذيبوا شحوم الرَّاحَة والشبع صَلَاة وصوما فَكل مَا انتم فِيهِ عَمَّا قَلِيل زائل وَلَو كَانَ دَائِما لَا يَزُول فَهُوَ بطائل وَلَا لَهُ حَاصِل أَيْن أَنْتُم عَن مخاوف الْبر الرَّحِيم فِي جنَّات النَّعيم أَيْن أَنْتُم من لَذَّة الْمُنَاجَاة إِذا أرْخى سدوله اللَّيْل البهيم يَا لَهَا لَذَّة مَا ذاقها إِلَّا ذُو فطن هضيم وقلب سليموما يلقاها إِلَّا الَّذين صَبَرُوا وَمَا يلقاها إِلَّا ذُو حَظّ عَظِيم عبادتان مؤكدتان فِي عبَادَة الْإِسْلَام إِحْدَاهمَا الصَّلَاة وَالْأُخْرَى الصّيام وَمن أدمن فعلهمَا غفرت لَهُ الْإِسَاءَة وَضمن لَهُ الْإِحْسَان وسلك فِي محجة الْإِيمَان إِلَى دَار الْإِيمَان إِنَّمَا كَانَ الصَّوْم وَالصَّلَاة موجبين لغفران الذُّنُوب لما فيهمَا من تَطْهِير النُّفُوس وَإِصْلَاح الْقُلُوب فالصوم يجلو عَن مرْآة الْبَاطِن وَالصَّلَاة يجلى فِيهَا مَا هُوَ من الشَّرّ كامن فيا خيبة المحجوبين مَاذَا فاتهم من الْمُشَاهدَة لأَنهم رَضوا أَن يبيتوا وبطونهم وملأى وعيونهم رَاقِدَة ليلهم أضغاث أَحْلَام ونهارهم لَغْو الْكَلَام وَكسب الحطام فهيهات أَن يَذُوقُوا من حلاوة مُنَاجَاة الله مَا ذاق أهل الصَّلَاة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute