للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لَو كنت من المصدقين بِيَوْم الْقِيَامَة لَكُنْت من أهواله خَائفًا وَلَو سلكت سَبِيل طلاب السَّلامَة لم تكن لِلْأَمْرِ مُخَالفا وَلَو رغبت فِيمَا أعد الله لأوليائه من الْكَرَامَة لم تزل فِي الْخدمَة وَاقِفًا ترجو رَجَاء طيبا وتعمل عملا خبيثا الله لَا إِلَه إِلَّا هُوَ ليجمعنكم إِلَى يَوْم الْقِيَامَة لَا ريب فِيهِ وَمن أصدق من الله حَدِيثا المصدقون بِيَوْم الْقِيَامَة أكياس دانوا أنفسهم وَعمِلُوا لما بعد الْمَوْت ثبتَتْ عقائدهم فِي قُلُوبهم بِالنَّصِّ وَالْقِيَاس فشمورا خشيَة الْمَوْت أيقظوا عقوهم عُقُولهمْ من رقدة النعاس حِين أسمعهم الصَّوْت علمُوا أَن مَا بِأَيْدِيهِم من الدُّنْيَا سيصبح تراثا موروثا وهباء مبثوثا الله لَا إِلَه إِلَّا هُوَ ليجمعنكم إِلَى يَوْم الْقِيَامَة لَا ريب فِيهِ وَمن أصدق من الله حَدِيثا خليلي أما مطايا الرحيل وسيروا إِلَى الله سيرا حثيثا وَإِيَّاكُم أَن تَكُونَا كمن يُبدل بالطيبات الخبيثا وَلَا تخدعا بأماني النُّفُوس فقد صدق الناصحون الحديثا من لم يكن شغله بِأَمْر آخرته وَلَا مصلحَة دُنْيَاهُ فَشَغلهُ فضول فإياك والتفرغ لثلب أَعْرَاض النَّاس فالعاقل عَن ذكر الخاطئين مَشْغُول الْعَاقِل عَن ذكر الورى مَشْغُول قد أَيقَن أَنه غَدا مسؤول من أَيقَن ان ربه سائله فالصارم فَوق رَأسه مسلول إِذا أَحْبَبْت أَن تعلم العَبْد لَا تسمعه التفرغ لغير ذكر ربه وَنَفسه فَتَأمل أَحْوَال الْعباد يَوْم الْقِيَامَة الْكل فِي ذَلِك مهتمون بنفوسهم وَمُحَمّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَشْغُول بربه يسْجد السَّجْدَة بعد السَّجْدَة بَين يَدَيْهِ يمْكث فِي كل سَجْدَة مَا شَاءَ الله

<<  <   >  >>