للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ونشر الله تعالى علمهم، فبهم ميزنا بين الصحيح والسقيم؛ فصحت الشريعة، وثبت كذب المفتري على الله ورسوله، فإذا أدركت هذا ظهر لك ضرورة فهم كلامهم؛ إذ به يتضح مراد أصحابه، ويتميز الثابت من المتروك، والمجروح من المقبول.

ولهذا ما زال العلماء قديمًا وحديثًا يخدمون هذا الباب بالتحرير والتصنيف، وكان من ضمن هؤلاء: الإمام العلم المصنف: جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي -رحمه الله- في نظمه الفريد المسمى بـ: «نظم الدرر في علم الأثر».

وهيَ أحد الألفيات التي نَظمتْ مقدمةَ ابنِ الصلاح، واعْتَنَتْ بألفية العراقي، فزاد عليهما زيادات كثيرة؛ فقد اشتملت على جميع أنواع المصطلح ومسائله، بطريقة سهلة سلسة جامعة.

قال السيوطي -رحمه الله- عليها: «فإني نظمت في علم الحديث ألفية سمَّيْتُهَا «نظم الدرر في علم الأثر» كادَتْ عقود الجواهر تكون لأبياتها خُدَّامًا، احْتَوَتْ على جميع علوم ابن الصلاح وزوائد ألفية العراقي، وزادت بضعف ذلك تمامًا مع ما حوَتْهُ من سلاسة النظم، وخلت من الحشو والتعقيد، فبلغت بذلك محلًّا لا قِسام فيه ولا تُسامى» (١).


(١) البحر الذي زخر (١/ ٢٢٣).

<<  <   >  >>