[٦٥٥](وَقِيلَ) هو مَنْ لَقِيَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- (مَعْ طُولٍ) أيْ: طولِ المُجَالَسَةِ لَهُ، (وَقِيلَ: الْغَزْوِ) أيْ: قال بعضُهُمْ: هو مَنْ لاقاهُ -صلى الله عليه وسلم-، وأقامَ معَهُ حتى غزَا غزوَةً فأكْثَرَ، (أَوْ عَامٍ) أيْ: أنَّهُ لاقاهُ وجالَسَهُ سنَةً فأكْثَرَ، (وَقِيلَ): الصَّحَابِيُّ (مُدْرِكُ الْعَصْرِ) أيْ: مَنْ أدْرَكَ زمَنَهُ -صلى الله عليه وسلم- (وَلَوْ) لم يَلْقَ، ولم يَرَهُ -صلى الله عليه وسلم-.
[٦٥٦](وَشَرْطُهُ الْمَوْتُ عَلَى الدِّينِ) أيْ: شرطُ الصحابِيِّ في دوامِ اسمِ الصُّحْبَةِ له موتُهُ على الإسلامِ (وَلَوْ تَخَلَّلَ الرِّدَّةُ) أيْ: وإِنْ فَصَلَتِ الردّةُ بين لُقِيِّه -صلى الله عليه وسلم- وبين موْتِهِ مؤْمِنًا، فإنَّ اسْمَ الصحبةِ باقٍ له في الأصَحِّ، (وَالْجِنُّ) الذين لاقوه -صلى الله عليه وسلم- مؤمنِينَ به (رَأَوْا) أيْ:
[٦٥٧](دُخُولَهُمْ) والمقصودُ: ذهبَ العلماءُ إلى دخولهِمْ في جمْلَةِ الصحابةِ (دُونَ مَلائِكٍ) أيْ: دُونَ الملائكةِ الَّذِينَ رأوْهُ -صلى الله عليه وسلم-، وكذا الأنبياءُ؛ لأَنَّ الرُّؤْيَةَ المعتبرَةَ هِيَ الَّتِي في عالَمِ الشَّهَادَةِ (وَمَا) نافيةٌ (نَشْرِطْ) وجُزِمَ للضَّرُورَةِ (بُلُوغًا فِي الأَصَحِّ فِيهِمَا) أيْ: لا نشْرِطُ بالبلوغِ في المسألَتَيْنِ؛ مسألةِ الصحابيِّ، ومسألةِ التابعيِّ، يعْنِي: أن الأصَحَّ لا يُشْتَرَطُ كونُ الصَّحَابِيِّ بالغًا عند اللقاءِ.