للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الرابع: ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر]

الإيمان بالقدر على الوجه الصحيح يثمر ثمرات جليلة تعود على الأفراد والمجتمعات، في الدنيا والآخرة، فمن تلك الثمرات ما يلي:

١ - أن الإيمان لا يتم إلا بالإيمان بالقدر:

وهذه الثمرة هي أعظم الثمار فالعبد لا يكون مؤمن حتى يؤمن بأركان الإيمان الستة ومنها الإيمان بالقضاء والقدر، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في سؤال جبريل عليه السلام الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإيمان قال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خير وشره. قال: -يعني جبريل- صدقت» (١).

وعن جابر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره من الله، وحتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه» (٢).

٢ - من ثمرات الإيمان بالقدر: أن الإيمان الكامل يمنع من دخول النار والإيمان ولو قليلاً يمنع من الخلود فيها (٣):

وهذا متعلق بالثمرة التي قبله، فإذا حقق الإيمان - ولا يمكن أن يحققه إلا بالإيمان بالقدر- كان ذلك مانعا له من دخول النار، أما إذا كان الإيمان ناقصا بسب ضعف إيمانه بالقدر فإنه قد يكون ذلك ذلك النقص سببا لدخوله للنار؛ ولكنه لا يخلد فيها. قال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (٨٢)} [الأنعام: ٨٢].

٣ - من ثمرات الإيمان بالقدر: حصول طعم الإيمان ومغفرة الذنوب ودخول الجنة:

لن يذوق أحد طعم الإيمان إلا من رضي بقدر الله عليه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً» (٤). والرضى بذلك يقتضي الفرح بذلك، والسرور بربوبية الله وحسن تدبيره واقضيته عليه (٥).


(١) سبق تخريجه ص ١ حاشية رقم ١.
(٢) سبق تخريجه ص ٦ حاشية رقم ٤.
(٣) التوضيح لشجرة الإيمان ص ٧٣، الطبعة الأولى، اعتنى به أشرف عبد المقصود، أضواء السلف، الرياض، ١٤١٩ هـ ..
(٤) رواه مسلم، كتاب الإيمان، باب ذاق طعم الإيمان (٢/ ٢ - شرح النووي).
(٥) ابن سعدي، التوضيح والبيان لشجرة الإيمان ص ٣٠.

<<  <   >  >>