للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ثانيا: الأدلة من السنة]

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في سؤال جبريل عليه السلام الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإيمان قال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خير وشره. قال: -يعني جبريل- صدقت» (١). (في هذا الحديث أن الإيمان بالقدر من أصول الإيمان الستة المذكورة، فمن لم يؤمن بالقدر خيره وشره، فقد ترك أصلاً من أصول الدين وجحده، فيشبه من قال الله فيهم: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} [البقرة: ٨٥]) (٢).

وعن جابر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره من الله، وحتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه» (٣). قال الشيخ ابن باز رحمه الله: (وجميع الآيات والأحاديث الواردة في هذا الباب تدعوا إلى إيمان العبد بأنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له، وان ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطاه لم يكن ليصيبه، كما تدعوه إلى أن يسارع في الخيرات، وينافس في الطاعات، ويحرص على أسباب الخير، ويبتعد عن أسباب الشر) (٤).

وعن طاوس، قال: أدركت أناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: كل شيء بقدر، قال: وسمعت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل شيء بقدر حتى العجز والكيس، أو الكيس والعجز» (٥). وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يدخل الجنة عاق، ولا مدمن خمر، ولا مكذب بالقدر» (٦).

وعن ابن الديلمي قال: أتيت أبي بن كعب فقلت له: وقع في نفسي شيء من القدر فحدثني بشيء لعل الله تعالى أن يذهبه من قلبي، فقال: لو أن الله تعالى عذب أهل سمواته وأهل أرضه عذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته خيراً لهم من أعمالهم، ولو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله تعالى ما قبله الله تعالى منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير هذا لدخلت النار. قال: ثم أتيت ابن مسعود فقال: مثل ذلك. قال: ثم أتيت حذيفة بن اليمان فقال: مثل ذلك. قال: ثم أتيت زيد بن ثابت فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك (٧).


(١) سبق تخريجه ص ١ حاشية رقم ١.
(٢) عبد الرحمن بن حسن، فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، ص ٤٢٨، الطبعة الأولى، المكتبة التجارية، مكة، ١٤١٢ هـ.
(٣) سبق تخريجه ص ٦ حاشية رقم ٤.
(٤) مجموع الفتاوى للشيخ ابن باز، جمع عبد الله الطيار وأحمد بن باز، ص (٣/ ٤٩١)، الطبعة الأولى، دار الوطن، الرياض، ١٤١٦ هـ.
(٥) سبق تخريجه ص ٨ حاشية رقم ٢.
(٦) سبق تخريجه ص ٨ حاشية رقم ٣.
(٧) حديث حسن، رواه أبو داود، انظر الجامع الصحيح في القدر، ص ١٤.

<<  <   >  >>