للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢٢ - من ثمرات الإيمان بالقدر: أن الإيمان ملجأ المؤمنين في كل ما يلم بهم من سرور وحزن، وخوف وأمن، وطاعة ومعصية وغير ذلك من الأمور التي لابد لكل أحد منها.

فعند المحاب والسرور، يلجئون إلى الإيمان فيحمدون الله، ويثنون عليه ويستعملون النعم فيما يحب المنعم، وعند المكاره والأحزان يلجؤون إلى الإيمان من جهات عديدة:

يتسلون بإيمانهم وحلاوته. ويتسلون بما يترتب على ذلك من الثواب.

ويقابلون الأحزان والقلق، براحة القلب، والرجوع إلى الحياة الطيبة المقاومة للأحزان والأتراح.

ويلجؤون إلى الإيمان عند الخوف فيطمئنون إليه، ويزيدهم إيماناً وثباتاً، وقوة وشجاعة، ويضمحل الخوف الذي أصابهم، قال تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (١٧٣) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (١٧٤)} [آل عمران: ١٧٣ - ١٧٤] (١).

ويلجؤون إلى الإيمان إذا ابتلوا بشيء من المعاصي بالمبادرة إلى التوبة منها، وعمل ما يقدرون عليه من الحسنات لجبر نقصها، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (٢٠١)} [الأعراف: ٢٠١] (٢).

٢٣ - من ثمرات الإيمان بالقدر: أن الإيمان بالقدر من سعادة ابن آدم، وسخطه من شقاوته:

عن سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سعادة ابن آدم: استخارة الله عز وجل، ومن سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله، ومن شقاوة ابن آدم: سخطه بما قضى الله، ومن شقاوة ابن آدم ترك استخارة الله» (٣)، فالرضا بالقضاء من أسباب السعادة والتسخط على القضاء من أسباب الشقاوة (٤).


(١) التوضيح لشجرة الإيمان ص ٨٦ - ٨٨.
(٢) أصول التربية الإسلامية ص ١٠٢ - ١٠٣.
(٣) رواه الترمذي، باب ما جاء في الرضا بالقدر، وهو في ضعيف سنن الترمذي للألباني، رقم ٣٨١، الطبعة الأولى، المكتب الإسلامي، بيروت، ١٤١١ هـ.
(٤) مدارج السالكين (٢/ ٢٠٨).

<<  <   >  >>