للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن طاوس قال: أدركت أناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: كل شيء بقدر، قال: وسمعت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل شيء بقدر حتى العجز والكيس (١)، أو الكيس والعجز» (٢). وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يدخل الجنة عاق، ولا مدمن خمر، ولا مكذب بالقدر» (٣).

قال ابن عباس رضي الله عنهما: (القدر نظام التوحيد، فمن وحد الله وآمن بالقدر تم توحيده، ومن وحد الله وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيده) (٤).

وقد قال ابن عمر رضي الله عنهما في الذين يزعمون أن لا قدر وأن الأمر أنف: (فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم براء مني، والذي يحلف به عبد الله ابن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهباً فأنفقه ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر) (٥).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إذا ثبت هذا - يعني تحقيق شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمداً رسول الله- فمعلوم أنه يجب الإيمان بخلق الله وأمره، وبقضائه وشرعه) (٦).

وقال ابن القيم: (قال الإمام أحمد: القدر قدرة الله، واستحسن ابن عقيل هذا الكلام جدا، وقال: هذا يدل على دقة علم أحمد وتبحره في معرفة أصول الدين، وهو كما قال أبو الوفاء؛ فإن إنكار القدر: إنكار لقدرة الرب على خلق أفعال العباد وكتابتها وتقديرها) (٧).


(١) العجز: هو عدم القدرة، وقيل هو ترك ما يجب فعله والتسويف به وتأخيره عن وقته، والكيس ضد العجز، وهو النشاط والحذق بالأمور، ومعناه أن العاجز قد قدر عجزه والكيس قد قدر كيسه. ص (١٦/ ٢٠٥ - شرح النووي).
(٢) رواه مسلم: كتاب القدر - باب كل شيء بقدر (١٦/ ٢٠٥ - شرح النووي).
(٣) حديث صحيح، رواه الإمام أحمد، انظر الجامع الصحيح في القدر، تأليف مقبل الو ادعي، ص ١٤، مكتبة ابن تيمية، القاهرة. وهو في السلسلة الصحيحة رقم (٦٧٥)، الطبعة الرابعة، المكتب الإسلامي، بيروت، ١٤٠٥ هـ.
(٤) شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز، ص (١/ ٣٢٢)، شرح أصول اعتقاد آهل السنة والجماعة للالكائي، ص (٤/ ٦٢٢)، الطبعة الثانية، تحقيق أحمد حمدان، دار طيبة، الرياض، ١٤١١ هـ.
(٥) رواه مسلم: كتاب القدر - باب كل شيء بقدر (١٦/ ٢٠٥ - شرح النووي).
(٦) التدمرية، شيخ الإسلام ابن تيمية، ص ١٣٠، الطبعة الثانية، مطبوعات جامعة الإمام محمد بن سعود، الرياض، ١٤٠٠ هـ.
(٧) ابن القيم، شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل، ص ٢٨، الطبعة الأولى، تصحيح السيد محمد بدر الدين الحلبي، مكتبة الرياض الحديثة، الرياض.

<<  <   >  >>