أخراها وفاك سَيِّدهَا أجرك وَإِن أَنْت لم تهنأ جَرْبَاهَا وَلم تداو مرضاها وَلم تحبس أولاها على أخراها عاقبك سَيِّدهَا
الْوُلَاة نواب الله على عباده
٨٧ - وَهَذَا ظَاهر فِي الِاعْتِبَار فَإِن الْخلق عباد الله والولاة نواب الله على عباده وهم وكلاء الْعباد على نُفُوسهم بِمَنْزِلَة أحد الشَّرِيكَيْنِ مَعَ الآخر ففيهم معنى الْولَايَة وَالْوكَالَة
ثمَّ الْوَلِيّ وَالْوَكِيل مَتى استناب فِي أُمُوره رجلا وَترك من هُوَ أصلح للتِّجَارَة مِنْهُ أَو بَاعَ السّلْعَة بِثمن وَهُوَ يجد من يَشْتَرِيهَا بِخَير من ذَلِك الثّمن فقد خَان صَاحبه لَا سِيمَا إِن كَانَ بَينه وَبَين من حاباه مَوَدَّة أَو قرَابَة فَإِن صَاحبه يبغضه ويذمه وَيرى أَنه قد خانه وداهن قَرِيبه أَو صديقه
تَقْدِيم الْأَصْلَح للْإِمَامَة
٨٨ - قَالَ الشَّيْخ عز الدّين بن عبد السَّلَام فِي قَوَاعِده إِذا شغر الزَّمَان عَن الْولَايَة الْعُظْمَى وَحضر اثْنَان يصلحان للْإِمَامَة لم يجز الْجمع بَينهمَا لما يُؤَدِّي إِلَيْهِ من الْفساد باخْتلَاف الآراء فتتعطل الْمصَالح بِسَبَب ذَلِك لِأَن أَحدهمَا يرى مَا لَا يرَاهُ الآخر من جلب الْمصَالح ودرء الْمَفَاسِد وَإِنَّمَا تنصب الْوُلَاة للْقِيَام بجلب مصَالح