وَرجع الْغُلَام إِلَى عمر فَأخْبرهُ فَوَجَدَهُ قد عد مثلهَا لِمعَاذ بن جبل وَقَالَ مر بهَا إِلَى معَاذ بن جبل وتلكأ فِي الْبَيْت سَاعَة حَتَّى تنظر مَا يصنع فِيهَا فَذهب بهَا إِلَيْهِ وَقَالَ إِن أَمِير الْمُؤمنِينَ يَقُول اجْعَل هَذِه فِي بعض حَاجَتك فَقَالَ رَحمَه الله وَوَصله ثمَّ قَالَ يَا جَارِيَة اذهبي إِلَى فلَان بِكَذَا وَإِلَى فلَان بِكَذَا فَقَالَت امْرَأَة معَاذ وَنحن وَالله مَسَاكِين أعطنا وَلم يبْق إِلَّا دِينَارَانِ قد حابهما إِلَيْهَا فَذهب الْغُلَام فَأخْبرهُ فَقَالَ إِنَّهُم إخْوَة بَعضهم من بعض
عمر بن عبد الْعَزِيز أثْنَاء خِلَافَته
٢٠٨ - وَلما ولي عمر بن عبد الْعَزِيز الْخلَافَة قدمت إِلَيْهِ الْخَيل فَقيل لَهُ هَذِه مراكب الْخلَافَة فَقَالَ مَالِي وَلها نَحْوهَا عني وقربوا إِلَيّ بغلتي فقربت إِلَيْهِ بغلته فجَاء صَاحب الشرطة يسير بَين يَدَيْهِ بالحربة فَقَالَ تَنَح عني مَالِي وَلَك إِنَّمَا أَنا رجل من الْمُسلمين ثمَّ أَمر بالستور فهتكت وَالثيَاب الَّتِي كَانَت تبسط للخلفاء فَحملت وَأمر بِبَيْعِهَا وَإِدْخَال ثمنهَا بَيت المَال ثمَّ ذهب يتبوأ مقيلا فَأَتَاهُ ابْنه فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ تقيل وَلَا ترد الْمَظَالِم فَقَالَ أَي بني إِنِّي سهرت البارحة فِي أَمر عمك سُلَيْمَان فَإِذا صليت الظّهْر رددت الْمَظَالِم قَالَ من لَك أَن تعيش إِلَى الظّهْر قَالَ ادن مني يَا بني فَدَنَا مِنْهُ فَالْتَزمهُ وَقبل بَين عَيْنَيْهِ وَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي خرج من صلبي من يُعِيننِي على ديني فَخرج وَلم يقل ورد الْمَظَالِم
٢٠٩ - ثمَّ سمعُوا من منزله بكاء عَالِيا فَقَالُوا مَا هَذَا قَالُوا إِنَّه
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute