- وذكره محاسن الشوا الحلبي:
يا نديمي اسقني بالمطارون ... خمرةً تجلب أفراح الحزينِ
- ويبدو أن المطارون اضمحل في النصف الثاني من القرن السابع الهجري الثالث عشر الميلادي.
دير الماطرون قرب دمشق قال أبو محمد حمزة بن القاسم: قرأت على حائط بستان بالمطارون هذه الأبيات:
أرقتُ بدير الماطرون كأنّني ... لساري النجوم آخر الليلِ حارسُ
واعرضتِ الشِّعرى العبورُ كأنها ... مُعلّقُ قنديلِ عليها الكنائسُ
ولاح سُهيلٌ عن يميني كأنهُ ... شِهابٌ نحاهُ وجهةَ الريحِ قابسُ
وهي أبيات قديمة تروى لأرطأة بن سُهيّة.
دير مُرّان
دير مرّان - قال البكري: وهناك عقبة المران سميت بذلك لأنها تنبت شجراً طوالاً مستوية تشبه المران، ومرّان بفتح الميم موضع آخر ولكنه ليس الشام.
قال ابن منير:
ويطّبيني لدار الروم ما شهرت ... بدير مرّان أعيادُ الشّعانينِ
وقال عرقلة الكلبي متشوقاً إلى هذا الدير:
وفي دير مرّان خمارةٌ ... من الروم في يومِ شعنينها
سقتني على وجهها المُشتهى ... أرقَّ وأعتقَ من دِينها
- من أحداث هذا الدير أن خماروية بن أحمد الطولوني قتل - سنة ٢٨٢هـ - في قصره بدير مران - ظاهر دمشق - قلت: وهذا تأكيد على ما أثبته حبيب زيات من وجود ملحقات وحانات وأبنية مجاورة للدير - انظر: الخزانة الشرقية - الجزء الثاني.
- لا يعرف وقت خراب هذا الدير، ولكن يترجح أن كل ما روي فيه من الأخبار والأشعار بعد القرنين الخامس والسادس الهجريين، يجب أن يُعزى إلى محلة مران، ويظهر أن آثار الدير بقيت شاخصة إلى ما بعد القرن الحادي عشر، كما يستفاد من أبيات لعبد الرحمن ابن حمزة رواها المحُبي.
[دير مران قرب دمشق]
أخبرني علي بن سليمان الأحفش، قال: حدّثني السكري والمبرد عن دماذ أبي غسان واسمه رفيع بن سلمة، عن أبي عبيدة: أن معاوية وجه جيشاً إلى بلد الروم ليغزوا الصائفة، فأصابهم جُدَري، فمات أكثر المسلمين، وكان ابنه يزيد مصطبحاً بدير مرّان مع زوجته " أم كلثوم " فبلغه خبرهم فقال:
إذا ارتفقَتُ على الانماط مُصطبحاً ... بدير مُرّان عندي أُمُّ كلثومِ
فما أبالي بما لاقتْ جُنودُهم ... بالفَذَقَذونة من حُمَّى ومن مُومِ
فبلغ شعره أباه فقال: أجل والله ليلحقنَّ بهم فليصيبنَّه ما أصابهم، فخرج حتى لحق بهم وغزا حتى بلغ القُسطنطينية، فنظر إلى قبتين مبنيتن، عليهما ثياب الديباج فإذا كانت الحملة للمسلمين ارتفع من إحداهما أصوات الدفوف والطبول والمزامير، وإذا كانت الحملة للروم ارتفع من الأخرى، فسأل يزيد عنهما فقيل له: هذه بنت ملك الروم، وتلك بنت جبلة بن الأيهم وكل واحدة منهما تظهر السرور بما تفعله عشيرتها، فقال: أما والله لأسرنَّها، ثم صف العسكر وحمل حتى هزم الروم فأحجَرهم في المدينة، وضرب باب القُسطنطينية بعمود حديد كان في يده فهشَّمه حتى انخرق، فضرب عليه لوح من ذهب، فهو عليه إلى اليوم.
قال أبو الفرج الأصبهاني: ودير مران هو بناحية من دمشق على تلة مشرفة على مزارع ورياض نَزِهة، بَهِجة، نزل به هارون الرشيد، وقصف فيه وشرب، وكان مع الرشيد حين نزل به الحسين بن الضحاك الخليع، فقال له: بحياتي قل فيه شعراً! فقال فيه أبياتاً منها:
يا دير مرّان لا عُرّيت من سكنٍ ... قد هجتَ لي شَجناً يا دير مرانا
سَقياً ورَعياً لمرّانٍ وساكِنه ... يا حبّذا قاطنٌ بالدير من كانا
حثَّ المُدامَ فإن الكأس مترعةٌ ... ممّا يهيجُ دواعي الشوق أحياناً
وأمر الرشيد عمرو بن بانة أن يغنّي فيه لحنين أحدهما هزج والآخر رمل.