للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا يتسع المجال لندلل من النقل والعقل أن الإسلام هو الأعلى, وهو الطيب, وأن عنده ما ينفع الناس.

فنحسب أنه لا ينكر على الإسلام ذلك إلّا معاندٌ, أو جاهل, وفي الإعراض عن كليهما خير, أيّ خير.

والماركسية في منهجها الأخير تحاول أن تقيم صلحًا بينها وبين الإسلام، والكفر والإيمان لا يصطلحان, والشر والخير لا يتقاربان, ولا يجتمعان.

ومن ثَمَّ كانت دعوةً مرفوضةً غير مشكورةٍ, ولتبحث لها عن دين آخر, يقبل الصلح أو التقارب أو الاجتماع.

فلقد شب أبناء الإسلام عن طوقهم, ولم يعودوا يقبلون ذلك التغفيل أو التضليل, والماركسية بتراجعاتها الكثيرة في مجال النظرية:

في التفسير الماديّ للتاريخ, وفي مفهوم المادة ذاته, وتراجعاتها الأكثر في مجال التطبيق العمليّ, بعد عدولها الجزئيّ عن إلغاء الملكية, وبعدولها المرحليّ عن إلغاء الأسرة, وبعدول بعض أجزائها الأوربية عن مبدأ دكتاتورية البروليتاريا, وبعدولها المرحليّ "التكتيكيّ" عن الهجوم على الدين, وبأخذها عن "الرأسمالية" نظرة الحوافز, وبمهادنتها للنظم الرجعية, بل إعلانها الوفاق مع بعضها..

<<  <   >  >>