للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القوة العسكرية المحلية تقوم بالدور الجديد:

لم تعد الشعوب تحتمل أن ترى السترة الصفراء الأجنبية تحكمها, مهما حاولت أن تدعي الصداقة أو حتى أن ترفع راية الإسلام١.

وكان لابد من أن ترحل السترة الصفراء الأجنبية, لكنّ الباطل لا يستغني عن القوة, وإلا تهاوى وسقط! ومن ثَمَّ كان لابد من أن يبحث عن مصدرٍ آخرٍ للقوة حتى يمضي في تنفيذ مخططه الأثيم لابعاد شعوب الإسلام عن الإسلام, وهداه شيطانه إلى ما نجح فيه إلى حد ما.

استبدل السترة الصفراء الأجنبية بالسترة الصفراء المحلية, وصرَّح بعض كتابه أن هؤلاء أقدر على التغيير الاجتماعيّ المطلوب٢, وعرفت المنطقة الانقلابات العسكرية٣ بديلًا عن جيوش الاحتلال الأجنبية, ومن أمثلة ذلك كما صرح أحد الكتاب الأمريكيين.

سوريا سنة ١٣٦٨هـ-١٩٤٩م.

مصر سنة ١٣٧١هـ-١٩٥٢م.


= ج- ونتيجةً لذلك, فإنه في نهاية ١٩٥١م قرَّرَ تشكيل لجنة خبراء سرية لدراسة العالم العربيّ فيما يتعلق على الخصوص بالنزاع العربي الإسرائيلي؛ لاستعراض المشاكل واقتراح الحلول, سواء كانت تتفق مع أساليب العمل الحكوميّ النظيف أم لا. ص٤٨.
ويشير بعد ذلك إلى تدخلهم في انقلاب حسني الزعيم "ص٤٢" في سوريا, والدروس التي استفادوها منها، ثم استعدادهم للعملية الكبرى في مصر.
د- كان روز فلت غير واثق من الانقلابلات العسكرية بعد أن رأى ما أدت إليه في سوريا من فوضى, ولكنه وافق على أن يقابل الضباط الذين قدمتهم له المخابرات المركزية الأمريكية على أنهم زعماء التنظيم السري العسكري الذي يدبر انقلابًا عسكريًّا في مصر. ص٥٣.
ثم يشير إلى أن من أهداف هذا الانقلاب استبعاد الثورة الشعبية التي يسعى لها -بجد- الإخوان المسلمون ص٥٤ س١٥، ٥٩، س٢ وللتمويه يضيف والشيوعيون.
١ ادعت بريطانيا الصداقة لمصر أثناء احتلالها, وادّعى نابليون من قبل الإسلام, وأعلن خليفته في مصر فعلًا إسلامه, وعندما اقتربت جيوش الألمان من مصر, كانت المنشورات فيها توزع باسم محمد هتلر!!
٢ راجع ما كتبه مورو بيرجو -الكاتب الأمريكي- عن أن النخبات الوطنية أقدر من النخبات الأجنبية في إحداث التغيير الاجتماعيّ المطلوب, وتحذيره من الاكتفاء بمجرد فرض التغيير, بل لابد من تعهده حتى يعمق في نفوس المجتمع.
٣ المرجع السابق ص٣٠٤-٣٠٥ ويذكر صراحةً ما يلز كوبلاند في لعبة الشعوب كان انقلاب حسني الزعيم يوم ٣٠ آذار -مارس- ١٩٤٩ من إعدادنا وتخطيطنا, لعبة الأمم, ص٤٩, ثم يقول في ص٥٨- وكان قرارنا الأخير -أن تكون مصر خطواتنا الجديدة.

<<  <   >  >>