الثالثة: أنه لم ينكر عليه قوله: "نستشفع بك على الله": لأنه قال: لا يستشفع بالله على أحد; فأنكر عليه ذلك، وسكت عن قوله: "نستشفع بك على الله"، وهذا يدل على جواز ذلك، وهنا قاعدة وهي: إذا جاء في النصوص ذكر أشياء، فأنكر بعضها وسكت عن بعض; دل على أن ما لم ينكر فهو حق، مثال ذلك قوله تعالى: {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ} ٢ ; فأنكر قولهم: {وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا} ٣ وسكت عن قولهم: {وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا} ٤ فدل على أنها حق، ومثلها عدد أصحاب الكهف، حيث قال عن قول: {ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ} ٥ وسكت عن قول: {سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ} ٦. الرابعة: التنبيه على تفسير "سبحان الله! ": لأن قوله: "إن شأن الله أعظم" دليل على أنه منزه عما ينافي تلك العظمة. الخامسة: أن المسلمين يسألونه الاستسقاء: وهذا في حال حياته، أما بعد وفاته فلم يكونوا يفعلونه; لأنه صلى الله عليه وسلم انقطع عمله بنفسه وعبادته، ولهذا لما حصل الجدب في عهد عمر بن الخطاب رضي الله