وليس يخفى عليه شيء من أعمال بني آدم " أخرجه أبو داود وغيره ١.
قوله: "وليس يخفى عليه شيء من أعمال بني آدم"٢ وقوله: "أعمال" إن قرنت بالأقوال صار المراد بها: أعمال الجوارح، والأقوال للسان، وإن أفردت شملت أعمال الجوارح وأقوال اللسان وأعمال القلوب، وهي هنا مفردة، فتشمل كل ما يتعلق باللسان أو القلب أو الجوارح، بل أبلغ من ذلك أنه لا يخفى عليه شيء من أعمال بني آدم في المستقبل، فهو يعلم ما يكون فضلا عما كان، قال تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} ٣ أي: ما يستقبلونه وما مضى عليهم، ولما قال فرعون لموسى: {فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى} ٤ أي: ما شأنها؟ قال: {عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ} ٥ أي: محفوظة، {لا يَضِلُّ رَبِّي} لا يجهل، {وَلا يَنْسَى} لا يذهل عما مضى -سبحانه وتعالى-.