المبحث الخامس: أهم الفوائد التي دل عليها ثبوت المثل الأعلى لله تعالى.
استغرق الحديث عن المثل الأعلى والآيات التي ورد فيها إثباته لله تعالى في المباحث السابقة، ما يتعلق بالفوائد التي تستفاد من ذلك. وذلك يغني عن التفصيل فيها. لذلك سأكتفي في هذا المبحث بحصر أهم الفوائد، وذكر مأخذ كل فائدة، مع البيان لما أرى أنه يحتاج إلى بيان مما لم يرد فيما تقدم من المباحث.
وأهم الفوائد التي دل عليها ثبوت المثل الأعلى لله تعالى هي:
الفائدة الأولى: اتصاف الله بصفات الكمال وتفرده بها.
ومأخذ الفائدة من دلالة المعنى الأول والأساس الذي يفسر به "المثل الأعلى" وهو: المثل الأعلى الحقيقي القائم بذات الله تعالى، الذي يدل على: تفرد الله تعالى بالألوهية، والربوبية وخصائصهما من جميع صفات الكمال.
والقاعدة في ذلك: أن الوصف الأكمل من كل كمال مطلق ثابت لله تعالى وحده حقيقة على ما يليق به سبحانه.
وتقدم الحديث عن هذا المعنى، وبعض النصوص الدالة عليه بما يغني عن إعادته١.