للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المطلب الثاني: بيان الممثّل به (المثَل) :

إِن معظم ألفاظ المثَل واردة لبيان الممثّل به، ولا يختص بالممثّل له إلا ما يستفاد من حرف العطف "أو" والكاف في قوله: {كَظُلُمَاتٍ} في بدايته، وقوله: {وَمَن لّمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُورٍ} في ختامه.

ولذا فإِن دراسة ألفاظ المثَل، وإِبراز ما تدل عليه باعتبار المعنى اللغوي، واستنتاج ما توحي به من أحوال المشبه به، أمر مهم لفهم صورة الممثّل له.

وأبدأ بعون اللَّه في دراسة ألفاظ المثَل المتعلقة بالممثّل به:

{أَوْ} : حرف عطف. عطف مثل الظلمات على مثل السراب، الذيِّن شبهت بهما أعمال الكفار.

وهي ترد لعدة معان، من أهمها: التخيير، والإِبَاحَة، والشك، والإبهام، والتقسيم.. وغيرها.١

واختلف المفسرون في معنى "أو" المراد في الآية: {أَوْ كَظُلُمَاتٍ ... } فأكثرهم على أن معناها الإِبَاحَة. منهم من نص على ذلك٢ ومنهم من


١ انظر: شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، (٣/٢٣٢) . ت/محمد محي الدين عبد الحميد.
٢ انظر: فتح القدير للشوكاني، (٤/٣٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>