المطلب الثاني: دلالة السياق من سورة "الروم" الذي ورد فيه إثبات المثل الأعْلَى لله تعالى.
إن النظرة العامة لسورة "الروم" التي ورد فيها قول الله تعالى: {وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} ، تبين أنه يمكن تقسيم السورة إلى قسمين باعتبار القضايا التي تطرقت لها السورة، وأن الحد الفاصل بين القسمين هو الآية التي ورد فيها إثبات المثَلِ الأعْلَى لله تعالى، والتي تقع في منتصف السورة تقريبا.
وذلك أن السورة ركزت على قضيتين هامتين وما يتصل بهما، وهما:
(الأولى) قضية البعث بعد الموت، وذكر أدلته.
(الثانية) قضية التوحيد، والأمر بإقامة الدين الخالص والاجتماع عليه، والتحذير من الشرك، وإبطاله.
وركز القسم الأول من السورة على القضية الأولى، والقسم الثاني على القضية الثانية، وإن كان كل قسم لا يخلو من الإشارة إلى كلا القضيتين، وجاءت آية الوسط التي ورد فيها قوله:{وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى} لتربط بين القضيتين بأسلوب عظيم، ومعان دقيقة تبرز عظمة القرآن وبديع نظمه وإعجازه.