للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي يزيدهم هدى وإِيماناً١ حيث "يفهمونها ويتفكرون فيها، فإِن علموا ما اشتملت عليه على وجه التفصيل، ازداد علمهم وإِيمانهم، وإلا علموا أنها حق، وما اشتملت عليه حق، وإن خفي عليهم وجه الحق فيها، لِعِلْمهم أن اللَّه لم يضربها عبثاً، بل لحكمة بالغة، ونعمة سابغة"٢.

وهذه الصفة التي وُصفت بها الأمثال من أنه يُضَلُّ بها أناس ويُهْدَى بها آخرون، مشتركة بين جميع آيات القرآن الحكيم.

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمه اللَّه -:

"فهذه حال المؤمنين والكافرين، عند نزول الآيات القرآنية.

قال تعالى: {وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مّن يَقُولُ أَيّكُمْ زَادَتْهُ هََذِهِ إِيمَاناً فَأَمّا الّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ أَمّا الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَىَ رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ} ٣.

فلا أعظم نعمة على العباد من نزول الآيات القرآنية.

ومع هذا تكون لقوم محنة، وحيرة، وضلالة، وزيادة شر إلى شرهم، ولقوم منحة، ورحمة، وزيادة خير إلى خيرهم.


١ انظر: جامع البيان، (١/٢١٨) ، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير، (١/٦٥) .
٢ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، (١/٦٥) .
٣ سورة التوبة الآيتان رقم (١٢٤، ١٢٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>