للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- عليه السلام -:

وقول النبي صلى الله عليه وسلم في بيان الإِيمان "أن تؤمن باللَّه وملائكته ... " الحديث.

قال:

"تنبيه: ظاهر السياق يقتضي أن الإِيمان لا يطلق إلا على من صدق بجميع ما ذكر، وقد اكتفى الفقهاء بإِطلاق الإِيمان على من آمن باللَّه ورسوله، ولا اختلاف، لأَن الإِيمان برسول اللَّه المراد به الإِيمان بوجوده وبما جاء به عن ربه، فيدخل ما ذكر تحت ذلك. واللَّه أعلم"١.

قوله - رحمه اللَّه -: "وقد اكتفى الفقهاء.." هذا هو الصواب إذ أنه مقتضى الأدلة الشرعية.

وقوله: "فيدخل ما ذكر تحت ذلك": الذي يدخل في الإِيمان باللَّه ورسوله صلى الله عليه وسلم والذي ينعقد به أصل الإِيمان: هو الإِيمان المجمل بأن الرسول صلى الله عليه وسلم صادق في كل ما أخبر به، والعزم على طاعة أمره واجتناب نهيه، وتدخل أركان الإِيمان القلبي دخولاً أولياً فيما يستلزمه ذلك الإِقرار، إلا أنه لا يشترط العلم بها وبتفاصيلها لانعقاده.

وسيأتي بيان هذا قريباً - إِن شاء اللَّه -.

وإذا ورد لفظ أصل الإِيمان في هذا البحث فإِن المراد به الإِيمان باللَّه،


١ فتح الباري شرح صحيح البخاري، (١/١١٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>