للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن يكون معنى الشهادة غير مطابق للواقع من وجود آلهة كثيرة عبدت وما زالت تُعبد من دون اللَّه.

وقد بين هذا المعنى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد اللَّه بن باز - رحمه اللَّه - بقوله:

".. ما قاله النحاة ... من تقدير الخبر بكلمة "في الوجود" ليس بصحيح، لأن الآلهة المعبودة من دون اللَّه كثيرة وموجودة، وتقدير الخبر بلفظ "في الوجود" لا يحصل به المقصود من بيان لحقيقة ألوهية اللَّه سبحانه وبطلان ما سواها، لأن لقائل أن يقول: كيف تقولون "لا إِله في الوجود إلا اللَّه"؟ وقد أخبر اللَّه سبحانه عن وجود آلهة كثيرة للمشركين، كما في قوله - سبحانه -: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمْ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّه مِنْ شَيْءٍ} ١، وقوله - سبحانه -: {فَلَوْلاَ نَصَرَهُمْ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّه قُرْبَانًا آلِهَةً} ٢ الآية.

فلا سبيل إلى التخلص من هذا الاعتراض وبيان عظمة هذه الكلمة وأنها كلمة التوحيد المبطلة لآلهة المشركين وعبادتهم من دون اللَّه، إلا بتقدير الخبر بغير ما ذكره النحاة، وهو كلمة "حق" لأنها هي التي توضح


١ سورة هود الآية رقم (١٠١) .
٢ سورة الأحقاف الآية رقم (٢٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>