للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الموفق"١.

وبعد هذا أعود للمقصود من بيان دلالة أسلوب شهادة أن لا إِله إلا اللَّه.

فهذا الأسلوب مكون من النفي بـ (لا) النافية للجنس، والاستثناء بـ (إِلا) ، وكل منهما له دلالة هامة، ويشير أهل العلم إلى الأول بأنه النفي، والثاني بأنه الإِثبات.

وحول ما تدل عليه لا النافية للجنس قال صاحب النحو الوافي:

"فهي تنفي الحكم عن كل فرد من أفراد جنس الشيء الذي دخلت عليه نفياً صريحاً وعاماً، وهذا مراد النحاة بقولهم في معناها: "إِنها تدل على نفي الحكم عن جنس اسمها نصاً" أو: "إِنها لاستغراق حكم النفي لجنس اسمها كله نصاً"، أي: التي قصد بها التنصيص على استغراق النفي لأفراد الجنس كله من غير ترك لأحد"٢.

وقال:

"ويسميها بعضهم: (لا التي للتبرئة) لأنها تدل على تبرئة جنس اسمها كله من معنى الخبر، وبهذا الاسم ترد في بعض الكتب القديمة، وتختص به، لقوة دلالتها على النفي المؤكد أكثر من أدوات النفي الأخرى.


١ انظر المستدرك الملحق بشرح العقيدة الطحاوية، طبعة دار الفكر، ص (٥٣٨) .
٢ النحو الوافي، لعباس حسن، (١/٦٨٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>